من الواقع
شعر :عاطف عبد العزيز العدناني
دار َ الزَمانُ كَِدَوْرِة ِالعَرْجاء ِ و تعالت ِ الأقزام ُ في الغَبراءِ
فتقلصتْ آفاق ُ علم ٍ يُحتذى و تأثرتْ بالفرقة ِالسوداء ِ
و ترنحتْ فوق الأعالي سادة ٌ فانهارتْ الأمجادُ بعد بناء ِ
و تناثرت ْ بينً الصفوف ِ يدوسها أرذال ُ رهط ٍ ، زمرة ُ الجبناء ِ
ويح َ العروبة ِ ، أيُّ داء ٍ صابها؟! أهي العيون ُ بجَفنها القذَّاء ِ
أم أنَّ نائبة َ الزمان ِ تفاقمتْ حرَّاقة ً للظلِّ و الخضراء ِ
**********************************
عادات ُ ضاعتْ، واختفتْ في مهدها و اغتالت ِ الأنياب ُ كلَّ هناء ِ
قيم ٌ ، و للعلياء ِ نام َ زمانها بُعد َ النجابة ِ ، مَبدأ َ الحكماء ِ
باتت سلاطين ُ الهوى في نزهة ٍ و تلوَّن الأحباب ُ كالحرباء ِ
فالتفَّت ِ العنقاء ُ تلوي رأسها نفث َ السُّموم ِبمقلة ِ النخَباء ِ
فارتاع َ مَنْ بالحيِّ مِنْ أهوالها و اصفرَّت ِ الأغصان ُ قبل َ نماء ِ
لله ِ دَرُّ فضيلة ٍ قد ْ أ ُبِّنت في لحدها ، و ارتجَّ كل سماء ِ
فالتمَّ ما في العُشِّ من أذنابها تَهْو َ الضغينة َمقتل َ الشرفاء ِ
إزورَّ مِنْ نكد ِ الرخيص ِ يسوسها مستوطنات ٌ في الحِمَى الشمَّاء ِ
*********************
جاء َ اللدود ُ و مِنْ شتائت ِ عالَم ٍ لُقَطَاء ُ مِنْ عفَن ٍ ، يسوء ُ الرائي
فاستوطن َ البلدان َ بعد َ تمرُّغ ٍ و استهجن َ الأوطان َبعد َ خُواء ِ
و التفّ من بين ِ الضلوع ِ تحايلا ً كلُّ العُصاةِِ و وطُغمَةُُ البغضاء ِ
استفرد َ الحَسناءَُ ينوي قنصها فاستنفرتْ جرداء َ بعد َ لُواء ِ
فتناخت ِ الآساد ُ من ْ ديجورها فانزاحتْ الرَّقطاء ُ دون َ جناء ِ
و اهتزَّ منْ بين ِ القبور ِشِهابُها قامتْ قيامة ُ مُنتهى الدهماء ِ
*********************
انظرْ إلى العيش ِ الوضيع ِ بحرقة ٍ بين الشعوب ِ بغُصَّة نكداء ِ
نلهو ببعض ٍ و الرذيلة ُأفحلتْ فينا ، و غابتْ قدوة ُ الحَمْداء ِ
يرضى الشقيق ُ- ومن لئيم ٍ فاجر ٍ- قدح َ الأُخوَّة َمَعْقِل َ النجباء ِ
و نفاق ُ فكر ٍ لا تسلْ عن فاعل ٍ يكفيك ً نفْث ُ الحيَّة ِ الرقْطاء ِ
متصارعونَ على هجيع ٍ زائل ٍ أرجوحة ٌ لِلرُّخِ ِ و العنقاء ِ
واحسر تاه ُ على المتيَّم ذكرُه حبُّ البلاد ِ و منزل ُ الفيحاء ِ