أبو رشيد
حكاية من وحي التراث الشعبي
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
يحكى أن رجلا شهما كريما يقال له أبو رشيد ، كلفه الكرم والجود الكثير ، حتى وقع خلاف بينه وبين أقاربه ، فترك دياره ورحل عنهم وسكن بين قوم آخرين ، وصار كلما يفد إلى القرية ضيفا يأخذه أبو رشيد ويقوم بواجبه ، حتى أتى على كل ما يملك ...!!
وذات يوم حضر ضيوف ، فاستضافهم أبو رشيد ، ولم يجد ما يقريهم ، فسأل زوجته فأخبرته عن خواء البيت من أي شيء يؤكل ، وقالت له (ومنين القشل يا حسره ؟؟ هو انت خليت إحذانا إشي؟؟) ، وسأل رشيد ، ولن رشيدا طنّشه مع سبق الأصرار والترصد ، ولكنه بعد جهد جهيد استطاع تأمين عشاء تلك الليلة .
وبعد أن نام الضيوف أحضر ورقة وقلما وكتب لمختار قريته هذه الكلمات :
اتباطحت أنا والدهر من طول عمري ، بطحني الدهر ودرت له من فوق
رحت لحرمتي وبخت عليّ وهمرت ، و قالت لو انك بالمرس مشنوق
نخيت أنا رشيد .. رشيد يا سند ظهري ، قال لي أنا مش إبنك .. أنا بندوق
قلت الوحى يا أهل الوحى يا قرايبي ، واصحوا بعد لِمرّوه ولا تطيروا علوق
اضربوهم كف .. والمطعم الله ، وخلوا أراضينا .. مفتلح للقوس
ماتت وحوش البر وتوسع الفلا ، وتفتل فيها يا بو لِحصيني ودوس
وأرسل الكلمات للمختار الذي جمع أهل البلد الرجال عنده ، والنساء عند زوجته ، وتداولوا بأمر أبي رشيد ، وقرروا فتح بيته من جديد ، وتبرعوا لذلك الأمر حتى تم ، وفي المساء ذهبوا للقرية الأخرى واستأذنوا بأعادة أبي رشيد ، وسألوا إن كان مغرما لأحد لسداد ديونه ، ولكن أهل البلد أشادوا بأبي رشيد الذي تفضل عليهم وحمل عنهم قِرى ضيوفهم ، وهنا أخرج أبو رشيد جلود الخراف الذي ذبحها للضيوف ، وكانت كثيرة العدد ، مما رفع رؤوس أقاربه بكرمه وحميد فعله ....!!!
وعاد إلى أهله مكرما معززا ، والكريم لا يتخلى عن عاداته أبدا ، وهكذا كان أبو رشيد ..!!!