الحامولة
مصطلح تراثي شعبي مأثور
بقلم : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
الحامولة : هي عبارة عن مجموعة من الأسر ، يقابلها في لهجات أخرى ( العشيرة ) ، وازعم أن العشيرة أقرب للفصحى من الحامولة .
وهذه الأسر والعائلات ترتبط بروابط من القربى ، وكان منزل كبير الحامولة المكان الأهم في الحامولة ، حيث يجتمع فيه أفراد الحامولة والأقارب ، وهم يتقاربون بدرجات ، ويقال للأقربين ( عظام الرقبة ) ، كناية عن مفاصل الجسم ودرجة القرابه من احد لأخر .
ويقال : هذا من الخمسة ، والخمسة تعني الذين يدفعون بالدم ،فيمسك خنجرا بيده ويبدأ يقول :
على سبيل المثال أنا إسمي صالح صلاح صالح محمود عودة شبانة ، فأمسك الخنجر بيدي وأقول : صالح ، وارفع الأصبع الأول عن الخنجر ، وأقول صلاح وأرفع الثاني ، وصالح وأرفع الثالث ، ومحمود وأرفع الرابع ، وعوده وأرفع الخامس ، فيسقط الخنجر ، فأنا ملزم بأبناء صلاح وصالح ومحمود وعوده ، وما بعدهم غير ملزم ، في حين ابني صلاح ملزم حتى محمود وأبن أبني هيثم ملزم حتى صالح (الأول) على أساس أنا الثاني بالترتيب العائلي .
وهكذا يتقارب ويتباعد أهل الحامولة الواحدة ، إلا أنهم أولا ,أخيرا ينحدرون من أب واحد ومن جد واحد ، وأمام أي هجمة خارجية هم يد واحدة .
وكبير الحامولة له اعتبارات معينة وصفات خاصة ، كأن يكون أغناهم مالا ، او أرجحهم عقلا ، وأحصفهم رأيا ، أو اكثرهم صبرا وقبولا من الناس ، أي ( كلمته ما بتنزل الأرض ) ، أو أي شرط من شروط الجماعة ، إلا أنني أحسب أن العاقل الكريم الجواد الشجاع ، إذا جمعها أحدهم ، فأنه ينال زعامة الحامولة بجدارة .
وحسب الأعتقاد أن الحامولة سميت حامولة ، لتحمل أفرادها جنايات بعضهم بعضا ، وجمع الحامولة حمايل ، والأصل أن سمعة وصيت الحامولة ينطبق على كل أفرادها ، وأبناء الحامولة عادة ما يحرصون على صفاء ونقاء سمعة الحامولة ، وإن حدث وكان أحد أبناء الحامولة غير ذلك ، تقف الحامولة بوجهه ويتبرأون من فعله ، وإذا ما انتقد احد من خارج الحامولة فعله ، يقال : ( لكل حامولة هامولة ) أو ( لكل بيت مصرف ) أو ( لكل بلدة مزبلة ) ، وهي أمور طبيعية لا تثلم شرف الحامولة ، ولا تسيء لسمعتها .
و في أغانينا الشعبية يقال :
يا نسر يا شايب الراس مالك على الدار حايم
إن كان توكل خرفان إحنا اولاد الحمايل
والمعنى يدل على منعة الفرد بين أبناء الحامولة ، وهي القوة الضاربة ، ولهذا كان المرء يستسمي خصمه قبل النزال ، وأشياء أخرى تقال ، ولكني أعتقد أني بلعت الهدف المرام .
