المحل والخصب
حكاية خرافية من وحي الخيال الشعبي
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
يقول أحد الأمثال الشعبية : (بمحلها على نهر وبخصبها على جمر)...!!
وقصة هذا المثل كما يقال ، ويقال مثله : (يا مرزق الدود في حجر الجلمود) ، إذ في أحيان كثيرة نكسر حجرا فنرى دودة لا يوجد لديها ما تأكله ومع ذلك نراها حية ترزق ، وتمارس حياتها الطبيعيّة ..!!
أما قصة المثل (بمحلها على نهر وبخصبها على جمر) ، هي أن بني إسرائيل ، قوم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ، بما هو معروف عنهم من حب الجدال وطلب الدليل بعد الدليل من سيدنا موسى ، الذي ما غاب عنهم شهرا ، حتى عبدوا العجل من دون الله سبحانه وتعالى ، وكان عليه السلام يتجه لله عز وجل ، طالبا المعجزات لعل عقولهم تستوي وتستقيم ، وتؤمن قلوبهم بالله عز وجل ، وتحدث المعجزات الخارقة للعادة ، ولكن بني إسرائيل لا يؤمنون ، ويعاودون طلب المعجزات ...!!!
وفي إحدى السنين أنزل الله مطرا غزيرا أجرى السيول والوديان ، وفاضت الأنهار ، وكاد يغرق الأرض وما عليها ، ونما الزرع بشكل ليس له مثيلا ، والسنابل كذلك ، وتفاءل الناس وأيقنوا بخير كثير ، يملأ البلاد ويغني العباد ، ولكنهم عندما يفركون السنبلة يجدونها فارغة ، وأصابهم الجدب ، ولم يفدهم المطر الغزير بشيء ....!!
وكانت لامرأة حقلا زرعته يقطينا ، فأخصب خصبا كبيرا ، وكانت كلما فتحت يقطينة وجدتها مليئة بالقمح ، فعجب الناس ، وقالوا : قد يكون تحت الجذور نهرا يجري ، أو نبع ماء ، واقتلعوا البيت لرؤية النبع ، فوجدوا تحت الجذور جمرا يتوهج ، وعجبوا من الأمر وقالوا : يا سبحان الله !!! (بمحلها على نهر وبخصبها على جمر) ...!!!