المرياع
مصطلح تراثي شعبي مأثورمن البادية الأردنية
من تراث القرية
بقلم : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
المرياع :هي النعجة التي يدربها الراعي إلى ما تالفه ، فإذا سمعت صوته عادت مسرعة فتتبعها الغنم بأسرها ، وهي من :
-راعٍ –يريع
هذا ما وصفه العلامة الراحل روكس بن زائد العزيزي ، ولكن ما أعرفه عن المرياع خلاف ذلك ، إذ هو ذكر وليس أنثى ، ولكن يتم خصيه ، ويمر بمراحل شاقة ، يموت معظم تلك الخراف (ققعا) ، قبل أن يتشرف بحمل الجرس ويحمل صفة المرياع ، وهناك مرياع القدح الخصي الذي يتربى على الدلال ، ومرياع الحجر الذي يحافظ على ذكوريته ، ولكن يمر في مراحل تدريبية قاسية جدا...!!
حيث مرياع القدح ، يؤتى بالخروف ساعة ولادته ، ويتم ربط خصيتيه بخيط قنب ، ثم تشد به الخصيتين تماما ، ويقوم الخاصي بإحماء مخاط (مسلة) حتى تصبح بلون الجمر ، ثم يقوم بثقب الخصيتين عدة ثقوب حتى يجعل صفن الخروف مثل الغربال ، ويعزل عن أمه ، وتوضع له رضاعة حليب في خرج الحمار يرضع منها ، حتى يكبر ، ويصبح ملازما للحمار لا يستطيع الأبتعاد عنه مطلقا ...
ويعيش على الدلال وعدم الإساءة لشخصه الكريم أبدا ، وعندما يحمل الجرس ، لا يتحرك القطيع إلا إذا تحرك الحمار ، فيتحرك المرياع ، ويتبعه القطيع ...!!
أما مرياع الحجر فهو خروف يطلق بعد ولادته مع القطيع لمدة اريعة شهور تقريبا ، يسرح إلى المراعي ويرافق الغنم ، ثم يُؤتى به ، ويحلق الشعر من حول عنقه ، ويربط بحبل ليف خشن ، ويطول الحبل له ، وعندما يسرح القطيع يحاول اللحاق ، فيشده الحبل ، فيؤذي رقبته ، فيعود إلى الحجر صاغرا ، وعند استواء الشمس تجرى له تمارين شاقة ، حيث يتاح له الجري ، ولكنه يفاجئ باليد تشد الحبل بقوة ، وتؤدي هذه العملية الى حدوث تقرحات وجروح في عنقه ، فيصبح انصياعه للأمر أسرع ، وإن كتب الله له الحياة ، سيصبح مرياعا ، يحمل الجرس ولا يعامل بدلال ، بل يقوم بتجميع الأغنام التي تحاول التخلف عن القطيع ، أو إحداث بعض الفوضى ، ويساعده الكلب بذلك ...!!!
شروحات واسعة حول الموضوع ، في قصتي ( فليطح يرقص الديسكو ) ، وهي ميلودراما شعبية بطلها راعي غنم ،، ستكون ان شاء الله ماثلة للطبع والنشر على الأنترنت ..!!