الوالي والإوزة
حكاية خرافية من وحي الخيال الشعبي
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
يحكى أن أحدهم أرسل إوزة عند فران ليشويها له ، وعندما أعلنت رائحتها الشهية عن نفسها ، صادف أن الوالي كان يمر من هناك ، فأمر الوالي الفران أن يقدم له الإوزة ، ويخبر صاحبها أنها طارت ، وفي المنتهى ستكون القضية عنده وسيبرئ الفران ...!!!
وبقوة قانونه أخذ الإوزة وأكلها بشهية ، غير آبه بصاحبها ، فهو صاحب القانون ، وحامي العدالة ، وكم من حاميها حراميها ...!!!
ولم يلبث صاحب الإوزة وأن أتى يطالب بإوزته ، ولما أخبره الفران أن الإوزة طارت ، جن جنونه وألب الناس عليه ، والذين ثاروا على الفران ، فهرب من وجوههم ، بعد أن لكم أحد الثائرين وأسقط له سنا ، إلى زقاق ضيق ، وكانت امرأة حامل تسير في الزقاق الضيق مع زوجها ، فاصطدم بها ، فأسقطها وأسقط حملها ، وهرب إلى الجامع ، وصعد على المأذنة ، فلما صعدوا وراءه قفز ، فوقع على رجل كان يسير ، فقتله ، وهرب إلى دكان قصاب ، وأخذ سكينا ، وقطع بها ذيل حمار لرجل كاد يعترضه بحماره ...!!
وهرب وقد صار حسابه ثقيلا لِما ارتكب من أشياء ، لم يكن يرغب بحدوثها ، ولكن الأحداث تلاحقت ، حتى وصل قصر الوالي الأكول الذي تسبب له بكل ما جرى من أحداث ...!!!
وفي دار العدالة اشتكى صاحب الإوزة مما فعل الفران بإوزته ، فقال الفران أنها طارت ، ولمّا اعترض صاحبها ، حكم عليه بعشرة دنانير غرامة ، لأنه زنديق ولا يؤمن بقدرة الله تعالى ، ومن حسن الحظ أنه لم يكن هناك ضريبة الضريبة كما عندنا ، لدفع حينها أحد عشر دينارا وعشرة قروش ، ضريبة للضريبة ...!!!
وتقدم الملكوم ، فحكم له أن يلكم الفران لكمة واحدة ويسقط له سنا ، وإن لم يفعل يغرمه عشرة دنانير ويسجنه ، وإن رفض لكمه يغرمه فقط عشرة دنانير ، وعندما رفض حكم عليه بعشرة دنانير غرامة ، حتى لا يتهم الأشراف مرّة أخرى ....!!!
ولمّا تقدم أخ الرجل الذي مات ، قال له اصعد إلى المأذنة واسقط عليه ، فإن قتلته فهو بأخيك ، وإن لم يمت تسجن وتدفع غرامة عشرة دنانير ، وإن رفضت الحكم تدفع غرامة عشرة دنانير ، وعندما رفض دفع الغرامة وخرج ...!!!
أما المرأة فقد لامها لمرورها من الزقاق الضيق ، وهي تعرف شدة الزحام ، وحكم أن من أسقط الحمل عليه أن يملأ حملا غيره ، فحكم عليها أن ينام الفران معها لملأ رحمها بحمل بدل الذي فقدته ، وعندما رفضت وزوجها الحكم ، حكم عليهما بعشرة دنانير غرامة ...!!!
ولما سأل صاحب الجحش عن ذيله ، أجابه أن الله خلق جحشه أزعر بلا ذنب ....!!!
ولما تظاهر الوالي بعدم التصديق ، قال له : هكذا جحشي بلا عقل ولا ذنب ، فهل تكابر يا سيدي القاضي ..!!!؟؟؟
وهكذا انتهت القضية ، وراح كل واحد في سبيله ...!!!