منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 صحيح لا تكسري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

صحيح لا تكسري Empty
مُساهمةموضوع: صحيح لا تكسري   صحيح لا تكسري Emptyالثلاثاء مايو 24, 2011 9:57 am

صحيح لا تكسري
حكاية من وحي الخيال الشعبي
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
هناك مثل شعبي شهير (صحيح لا تكسري ومكسور لا توكلي وكلي لمّا تشبعي) ، وقد ذكر الدكتور نمر سرحان في كتابه (الحكاية الشعبية الفلسطينية) :
يحكى أن إحدى النساء مات عنها زوجها ، ولم يترك لها إلا ولدا واحدا ، رفضت أن تتزوج من بعد زوجها وعاش ابنها بدلال ، كل شيء حاضر بين يديه ، ومهما طلب تحضره له ..!!!
كانت تعتمد على نفسها بكل شيء ، فربت الغنم والدجاج والنحل ...!!!
كبر الولد ، أبن الخرّافيه بكبر بسرعه)، وقررت تزويجه لتفرح بأبنائه قبل أن تموت ، ويسترد صاحب الوديعة وديعته ...!!!
وزوجته أمه من بنت يتيمة مؤدبة خجولة (البسه بتوكل عشاها) ، حتى تكون تحت ابطها وتحكمها جيدا ... !!!
وصاروا عند تناول الطعام ، إذا كان ابن العجوز جالسا أمه لا تتكلم على الإطلاق ، وإذا كان خارج البيت ووضعت المائدة ، بعد لقيمات قليلة ، ترفع العجوز المائدة وهي تقول : (شبعنا وشبعت كنتنا ، وظل الطبيخ ملا هنابتنا) و(الهنابة) هي الطاولة الصغيرة وهي (الطبلية) التي يؤكل عليها في حال الجلوس .
وكان عمل الابن خارج البيت كثيرا، وكانت أمه تقوم بهذا الفعل بعد كل وجبة ، والكنة المسكينة تتضور جوعا ، وصار جسدها الغض يذوي ، حتى لاحظ زوجها ما آلت إليه من نحافة وضعف ووهن ، فسألها عن السبب فلم تجب ، ولكنه استشار أحد أصحابه فقال له : هذه زوجتك إما أن تكون جائعة أو عاشقة ..!!!
فاستغرب الرجل ، وهو يعلم أن أحوال أمه المالية ومقدرتهم على وجود الطعام جيدة ، وأن امرأته تحبه كما يحبها ولم يشعر بها أي تغير من ناحيته ، ولإثبات نظرية الصديق نصحه أن يذهب إلى المطعم ويشتري لها دجاجة مشوية ، فإن فرحت بها وأكلتها تكون جائعة ، وإن لم تأكل منها إلا قليل مجاملة لك تكون عاشقة ، وهنا تتم معالجة المسألة عن علم ، ولا تظلمها ولا تظلم نفسك ...!!!!
ذهب الرجل إلى المطعم واشتري دجاجة مشوية ، ولفها برغيف وقفل عائدا إلى البيت ، وناولها الدجاجة التي أعلنت رائحتها الشهية عنها منذ دخوله عتبة البيت فتحلب ريقها وسال لعابها ، وناولها الدجاجة قائلا :
ــ كان اليوم احتفال بالعمل وأحضروا مأكولات ، وأكلنا وشبعنا ، وأحضرت لك هذه الدجاجة ، لتأكليها ، وفرحت فرحا طفو ليا وهتفت بدهشة :
ــ وكل هذه الدجاجة لي ؟؟
ــ نعم كل هذه الدجاجة لك !!
ــ هل أنت متأكد ، لي وحدي ؟؟؟
ومد لها الدجاجة والخبز أمامها وهو يبتسم ويقول
ــ بلى ، لكِ وحدك ، كلي هنيئا مريئا وعافية على قلبك ..!!
فجلست متربعة تأكل أكل الجائع جوعا مزمنا ، حتى أتت عليها ومصمصت عظامها ، ولم تُبقِ منها ولم تذر ، ناظرة اليه نظرة شكر وامتنان على حُسن صنيعه ...!!!
وأدرك الرجل السبب وسألها أسئلة كثيرة حتى أخذ قرارها ، وأخبرته أنه يأكل ويخرج ، وأنه يغيب أيام فلا يعود إلى البيت بحكم عمله ، فترفع أمه المائدة وهي تقول جملتها المشهورة :
ــ (شبعنا وشبعت كنتنا وظل الطبيخ ملا هنابتنا)...!!!!
وعندما تخرج تقول : (صحيح لا تكسري ، ومكسور لا توكلي ، وكلي لمّا تشبعي)...!!!
الزوج لم يستطع أن يقول لأمه شيئا ، وبقي الحال على ما هو عليه ، إلا أنه صار يمكث على المائدة أكثر حتى تأكل زوجته أكثر ، وهذا حل سلبي بطبيعته ، لا يقدم ولا يؤخر ....!!!
وكانت لهم جارة قوية جبّارة (مصيبه من المصايب اللي خلقهن ربنا) اسمها (شعلة) ذهبت إلى الزوجة ، وطلبت منها أن تقنع زوجها ليتزوج منها وتكون ضرتها ، وهي كفيلة بخلاص البيت من العجوز ، والتعجيل برحيلها عن الدنيا..ومشاركتها إياها بزوجها أهون من موتها جوعا ..!
ودون حديث طويل أقنتع زوجها بالزواج من المنقذة شعلة ، وصار له زوجتان في البيت ، مكث معهما اسبوع من الزمن ، ثم ذهب إلى عمله من جديد ....!!!
وما أن خرجا حتى اقتربت العجوز من المائدة لترفعها وهي تقول : (شبعنا وشبعن كناينا وظل الأكل مملي هنابتنا) ، ولكن شعلة وضعت يدها على الهنابة ، وأعادتها إلى الأرض وهي تقول :
ــ (كلي يا ضرتي تنخلص أنا واياك كل اللي على الهنابه)
ولم تقل العجوز شيئا ، وقرأت المستقبل بعيني شعلة المتقدين بالوعيد والتهديد ، وأن ليس كل الطير الذي يؤكل لحمه، وأنها أمام نمط جديد من الكنائن ، وحكاية (صحيح لا تكسري ومكسور لا توكلي وكلي لمّا تشبعي) لم تجّدِ مع شعلة التي صارت تحفر الرغيف من الداخل وتأكله وضرتها ، مبقية على إطاره الدائري الخارجي ، وتنفذ أمر العجوز ولا تخالفها...!!!
وذات يوم خبأت الخبز وراء الخوابي ، ومدّت الأرضية بالطين ، وأوصت كنتيّها بعدم الدخول إلى البيت ريثما يجف الطين ، وخرجت في بعض شأنها ، فركبت شعلة على ظهر العجلة ، ودخلت إلى البيت ، وأحضرت الخبز وقامت بتخريب مَدِّة الطين بأقدام العجلة ، وبعد أن أكلتا حتى شبعتا أعادت باقي الخبز ، وجلست وضرتها تطرزان ...وكأن شيئا لم يحدث ..!!!
وعندما حضرت العجوز ورأت مصطبة الدار وما حل بها هزت رأسها بغيظ وقالت : (الخبايط خبايط العجله ، والعمايل عمايل شعله) ...!!!!
وفي أحد الأيام ذهبت العجوز إلى الجبل لتقطع العسل ، وأغلقت الأبواب على الطعام ولم تترك لهما إلا غرفة واحدة لشعلة وضرتها ، ولكن شعلة تبعتها من بعيد ، ورأت عسكري جندرمة من عسكر الأتراك ، فقالت له (شو رايك يا سيدي توخذلك ليرة ذهب وتعيرني بدلتك وكرباجك وحصانك ساعة زمان أخلص هالشغله وجزاتك فوق الليره الذهب عند رب العالمين) ، فوافق العسكري ، وأعطاها بدلته العسكرية فلبستها وركبت الحصان والتثمت بلثام وطرقعت بالسوط ، وذهبت إلى العجوز التي كانت منهمكة بقطع العسل ، فهزت السوط بوجهها وصرخت بها :
ــ (شو بتعمل هون انتَ عجوز)..؟؟
ــ (يا بنيي إجيت أقطع هالعسلات ، هون أوسع من الدور)
ــ (لا لا إنتَ عجوز سارق عسل) وهوت عليها بالسوط ..!!!
ــ والله وحد الله يا بنيي إنهن عسلاتي ، وبيني وبين عسل الناس الله)
ولكن شعلة استمرت بضربها وهي تقول :
ــ عجوز سيس أخلا ق يوك ، انتَ بسرق عسل ، وأنا لازم أظل أضربك تأهريك من ضرب)
وضربتها ضربا مبرحا ، ثم عادت للفارس فأعادت إليه ملابسه وسوطه وحصانه ، وعادت إلى البيت قبل أن تعود العجوز ، وأخبرت ضرتها بما بدر منها ، وأنه حين حضور العجوز ستحملها لتضعها في (العِلّيَه) وهي الغرفة العليا ، وعندما تصل آخر درجة ، على ضرتها أن تخبرها بوفاة أبيها...!!!
وبعد قليل حضرت العجوز وهي تمشي بصعوبة من الألم ، وليس معها عسل ولا غيره ، فركضت شعلة اليها تتظاهر باللهفة :
ــ (سلامتك يا عمتي ، ما عليك شر)
ولكن العجوز لم تقل شيئا ، فقالت شعلة لضرتها :
ــ (أنا بدي أحمل عمتي واطلعها فوق على أوضتها) ..!!!
وكانت العجوز ضئيلة الحجم ، تعاني من الآلام المبرحة من ضربات السوط ، وهي تتظاهر بمواساتها ، حتى أصبحت على رأس الدرج ، فصرخت عليها ضرتها وهي تقول :
ــ (يا خايبه يا حزينه يا شعله ، إنتِ ما دريتيش في اللي جرى؟؟ مش يا لبعيده أبوك مات)..!!
وصرخت شعلة والقت العجوز من بين يديها فإذا بها على الأرض وقد تكسر عظمها وفقدت من الصدمة النطق ...!!!!
واجتمع الجيران على الصرخة وسقوط العجوز والتي لم تعد تستطيع النطق ، وبعد أيام حضر ابنها الذي كان يعمل في مكان بعيد ، وصار يسألها عمل أصابها ، فصارت تشير إلى شعلة ، وعلى يديها ، أي أنها ضربتها على يديها.. فصارت شعلة تقول :
ــ (شايفين وشاهدين يا ناس ، هذي عمتي بتوصيلي بالذهب اللي على إيديها..تسلمي ان شا الله يا عمتي وما يصيبك ضيم ..) !!
وصارت العجوز تشير إلى أصابعه ووسطها ورقبتها أي أن شعلة ضربتها على يديها وأصابعها ووسطها ، وكادت أن تخنقها .. وشعلة تردد :
ــ (شايفين يا ناس !! هذي عمتي بتوصيلي بخواتمها وقلادتها والذهب اللي لاففته على وسطها ، سلامتك يا عمتي وألف سلامه)...!!!
وصار الناس يأتون لزيارة العجوز والعجوز تشير لهم على ما فعلته شعله بها ، وشعله تشهدهم على ما توصي به العجوز ، حتى خنقها القهر وقتلها الغيظ وماتت ، وبقيت الضرتان مع ذلك الرجل الطيب وعاشوا بسعادة وهناء ....!!!!

ملاحظة : هذه الحكاية كما أشرت إلى مصدرها كنت قد أذعتها في 31/7/ 1999 من صوت الحب والسلام في رام الله من خلال برنامجي آنذاك (لقاء الداعي بالخير) وقد قمت بتفريغها عن الشريط ، وقد حدث بعض الزيادة والنقصان مما لم يقترفه أستاذنا حارس التراث الفلسطيني الدكتور نمر سرحان ، بما رأيت أنه يوافق أسلوبي ، فعذرا لأستاذنا الدكتور نمر سرحان ، وله التحية...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
صحيح لا تكسري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
سنجل الباسلة
 :: نصوص ومقالات تراثيــة
-
انتقل الى: