ظلم الملوك
حكاية من وحي الخيال الشعبي
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
من كتاب (شيء من الصراع الطبقي في الحكاية الشعبية الفلسطينية) للكاتب الفلسطيني جميل السلحوت ، هذه الحكاية وهي بعنوان (ظلم الملوك) :
قيل أن ملكا ظالما شديد البطش قد أمر رعيته أن يحصدوا الهواء ، فاحتار الناس بأمره وذهب أحد الشباب ويدعى أحمد إلى والده وأخبره بالطلب الغريب الذي طلبه الملك ، فقال له والده :
ــ غدا عندما يقترب الملك منك أفرك يديك وتظاهر أنك تأكل ، وإن سألك الملك ماذا تأكل فقل له آكل الذي أحصده ..!!
وفي صباح اليوم التالي فعل أحمد ما قال له أبوه، ولمّا سأله الملك ماذا يأكل ، أجابه كما نصحه أبوه أيضا ، وعندما سأله الملك من علمك هذا ؟؟ قال أحمد أبي هو الذي علمني ما رأيت...!!!!
وهنا أمر الملك أن يقتل كل شاب أباه ، ومن لا يفعل سيُقتل هو وأبوه ...!!!
فقتل الشباب أبوتهم ، إلا أحمد الذي وضع أباه في بئر عميقة ، وكان يأخذ له الطعام والشراب خفية عن الناس ...!!!
وبعد مدة أمر الملك الناس أن يأتوه (راكبين ماشيين ، حفاة منتعلين ، وأن يحضروا معهم صديقهم ، وعدوهم وحافظ أسرارهم ، ومن لم يفعل ذلك سيقطع رأسه) ...!!!!
ذهب أحمد إلى أبيه عابساً مهموما ، كي يحل له ذلك اللغز الغريب ، وذلك الطلب المبهم الذي طلبه الملك ، فقال له : هذا طلب بسيط وهيّن ولا يستحق كل هذا الانزعاج ، (خذ معك الجحش الصغير وأمه ، واخلع نعل حذاءك والبسه وخذ إمرأتك والكلب ، وعندما تقترب من الملك إركب على الجحش وهو قصير ، فتكون أقدامك على الأرض ، وبهذا تكون راكبا ماشيا ، وبحذاءك المخلوع نعله تكون منتعلا حافيا ، واضرب الكلب أمام الملك فأنه سيهرب ، ونادي عليه فأنه سيأتيك وهو يهز ذنبه ، وقل له : هذا صديقي ، ثم قل له عن إمرأتك هذه عدوي ، وإذا قال لك كيف يكون ذلك ، فاصفعها أمامه ، فأنها ستقول : لو كنت عدوك لأخبرت الملك عن أبيك الذي أخبأته في البئر ولم تقتله ، وقد عصيت أمر جلالة الملك ، ولو علم لقطع رأسك ... وإن سألك عن كاتم أسرارك فأره الحمارة ، وقل له إنها كاتمة أسراري لأنها لا تتكلم) ...!!!!
وفي اليوم التالي ذهب أحمد إلى قصر الملك ، وفعل كما أخبره أبوه ، وهنا قال له الملك : إذن أنت لم تقتل أباك ، وهو الذي نصحك بفعل ما فعلت ، فقال أحمد : بلى يا مولاي ...!!!!
فأعجب به الملك وعينه وزيرا عنده ، ثم أمر الملك كل من ليس له كبيرا أن يشتري كبيرا ..!!
ملاحظة : هذه الحكاية كما أشرت إلى مصدرها كنت قد أذعتها في 27/7/ 1999 من صوت الحب والسلام في رام الله من خلال برنامجي آنذاك (لقاء الداعي بالخير) وقد قمت بتفريغها عن الشريط ، وقد حدث بعض الزيادة والنقصان مما لم يقترفه أستاذنا الكبير جميل السلحوت ، بما رأيت أنه يوافق أسلوبي ، فعذرا لشيخنا السلحوت ، وله التحية...