مشكلة التنفيذ
مشكلة عويصة عصية على التنفيذ
بقلم: الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
قيل والعهدة على الراوي ، أن الذئب خرج يوما لطلب الرزق ، فالتفى الثعلب الذي كان يومئذ
( رئيس الديوان) في (سرايا السلطان ) ، وسأله عن آخر الأخبار ، فقال الثعلب :
صدر اليوم ( فرمان الأمان ) ، وصار اليوم الجميع أخوان .
قال الذئب : وما هي شروط هذا الفرمان ، الذي يجعل الجميع ( أخوان ) ؟؟
فتناول الثعلب من ( إضبارته ) نسخة من الفرمان ، وراح يقرأ بكل إمعان :1
1- منع القيل والقال .
2- حرية الأنتقال .
3- تأمين الرغيف النظيف ، للقوي والضعيف .
4- حرية الرأي والقول والعمل ، فيتآخى الضبع والجمل ، ويعيش الذئب والحمل .
فهتف الذئب : هذا الشرط على ( الرأس والعين ) يا أخي ( أبا الحصين )، وأنا أول من
( أطاع ) وآخر من (عصى) ، لكنني أريد أن أعلم ما إذا كانت هذه الشروط قد أصبحت (سارية المفعول حسب الأصول)؟ .
قال الثعلب : بالتأكيد ، فإذا أردت أن تتيقن بنفسك يا (أبا سرحان) ، ففي قلب الوادي (حظيرة غنم) ، وبأمكانك ، وبموجب هذا الفرمان أن تدخل الى الحظيرة ، وتعيش مع (الخرفان) في كل أمان .
قال الذئب : حيّا الله أصلك وفصلك يا أخي (أبا ثعاله) !! هلم معي ، ودلني على باب الحظيرة ، حيث تربض ثلاثة (كلاب ضارية) ، وثبت على الذئب و هشمته ، وحينما استطاع الذئب أن يتخلص من الكلاب ، ورجع (مثخنا ) بالجراح الى حيث وجد الثعلب ينتظره ، عاتبه قائلا :
- لماذا تركتني و هربت ؟ ، فرد الثعلب عليه قائلا :
- خفت من الكلاب !!!!!!!!
- ولماذا لم تقرأ لهم الفرمان ليعلموا أننا وإياهم صرن اخوان؟ سأله الذئب بدهشه !!
- وما نفع (الفرمان ) إذا كن الكلاب (طرشان) ؟؟
وهذا ما حدث بالضبط ، بالتمام والكمال ، ذهب (الكذابون) الى (الطماعين) ، الثعالب الخبيثة إلى الذئاب المتضورة الى لحمنا (الهني المري) ، الى نفطنا وخيراتنا وثرواتنا الهائلة ، الى تاريخنا الساطع وحضارتنا الضاربة في الأرض جذورها ، الى الأستيلاء على مقدراتنا وتحويلها إلى مفعتهم تحت شعارات خادعة كاذبة ، موهمين إياهم بالفرمان المزعوم الذي اختلقه الثعلب الكاذب ، حتى ولو راح الذئب الطامع ضحية لكذبه وزوره وبهتانه ، في سبيل المنفعة !!!
أوهموهم بالفرمان الذي جعل الأعداء اخوان ، فالذئب لا يريد العيش بين الخراف حبا بها وبسواد عيونها ، إنما شبقا للحمها الهنيء المريء ، وما عليه أن يدخل بفرمان الأسد المزعوم ، بسم الأخوة والحضارة والتاريخ ...... !!
ليتمكن من الحظيرة والولوج الى داخلها ، ثم لن يُبقي ويذر ، يبطش بساكنيها ، يبقر البطون وينثر الكروش ، ويقضم الؤوس ، ويلتهم الأطراف ، حتى الجلود ... !!
جاء الذئب الطامع يحمل أحلامه المغلفة بفرمان السلطان ، فرمان الأخوة الماسونية ، بشعار الحرية الزائفة ، بفرمان المصلحة والسرقة واللصوصية والبلطجة ، ليخدم خصوصياته وأقول خصوصياته وأضع تحتها خطوطا ليوم الخطوط ، وأولوياته كذلك .
وليفعل الذئب ما شاء بالرعية البائسة ، ما دام الشعار موجودا : (الأخوة + الحرية + الخلاص)
ولكن ممن ؟ ممن الخلاص ؟ من الأسد الهصور الذي بحكم القوة يتربع على العرش , الذي لا يفترس إلا إذا كان جائعا ، أما إذا شبع توقف ، هذا ميزان الحياة .....!!
ولكن الذئب يقتل ويفتك ليس عن حاجة , إنما حبا بالقتل والفتك ، حتى يروي غليله وطبيعة نفسه من الغدر ......!!!
جاء الذئب إلى الحظيرة , ليستولي على القطيع كاملا ، ويجود على الثعلب الشريك المضارب , ببعض ما عنده ، وظل متواريا وراء الذئب ليرى ما يحدث ، فلما انتصرت الكلاب الضارية ودافعت عن الحظيرة أطلق الكلب ساقيه للريح وهرب شأن كل جبان ....!!
دافعت الكلاب الوفية عن مال سيدها , كما لم تفعل غيرها , وحَمَت المال لصاحبه , ومسحت أقدامه بفرمان السلطان (الأسد) الظالم ، فوصفها الثعلب الخبيث بالطرشان ، وارتد الذئب الغازي مدحورا مذموما , ذليلا مثخنا بالجراح ...!!!
ماذا لو حماة البشر دافعوا عن ترابهم ولم يخونوا وسلموا درة الأقطار للذئب والثعلب , لا بل سلوا رقبة الأسد للجلاد ، فلما مات ماتت الأمة بموته ، وصار عرينه مربضا للكلاب , ومأوى للحشرات والصراصير , واستأسد بعده البغاث... البغاااث البغااااااااااااااااااااااااااااااااااااااث ..!!