بطاقة شهيدة
صورة حية من صور الجهاد الفلسطيني
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
ريم الرياشي ، أسطوره جديده ، بوَّقِف العقل قدامها محتار ، يا ترى هل صحيح اللي بصير ، وعَ أرض الحقيقه صار ؟؟
صار؟! إي والله صار ، مثل ما في للأرض عرسان ، في للأرض عرايس ، يضحين لجل الأرض ، بجوز حلم وأطفال زغار
مثل ما في في الأسطوره الأم ، حملت طفلها وقطعت النهر ، وحطته شرق وظل أخوه غرب ، على أمل ترجع ثاني مشوار
وقضى رب العزة إنها تموت في النهر غريقه ، ويظلو أطفالها واحد شرق وواحد غرب ، مثل ما قضت مشيئة الأقدار
وفي الخرافيه جايز نقول : إجت لبوه ، ولاّ ذيبه ، ولاّ أي مخلوقه أم ، شفقت على ها لأطفال اللي فرّقت بينهم الأقدار
كبروا ها لطفلين ، وبتقول الأسطوره إنهم حكموا الأرض ، وصار واحدهم ملك الشرق ، والثاني ملك الغرب ، صوتهم قوي هدّار
يا ترى لو عاشت ها لأم وما ماتت ، كان جايز ما يبقوا ولا إشي ، قروش ممسوحه ، من إيد لأيد ... قدرها بين الناس دَوّار
جايز ريم الرياشي سمعت بها لقصه ، وجايز ما سمعت ...بس الأرجح إنها ما سمعت ، ها لأستشهاديه اللي ما طلع على مثلها نهار
ولا شهدت سما صبح ، فيها الشمس عَ الكون نور ، من ما صارت حياة الذل عز ، وصار الموت بعز وشرف إنتحار..!!!
ريم الرياش قررت تبقى رائده ، والرائد ما بكذب أهله ، وتخطو خطوه يسجلها التاريخ إلها لحالها ..بالعز والإكبار
ودشرت اولادها أطفال لسه مثل زرار الورد ، ما نبت ريش الحياه عليهم ، أمانه استودعتها عند الله بثقه ، وديعة أبرار
وراحت ريم الرياشي تشد قامتها العاليه وتخطو للمجد ، اللي كل بتسطر بالدم وبنكتب بحديد مسنن محمّى بالنار
مطبوع على جلود الغزاه الملاعين ، تقراه عيونهم المذعوره ، إنه ها لشعب اللي مثل ريم الرياشي لا يمكن يقبل الذل والعار
وإنه حب ها لأرض أكبر من حب الطفل ، والشوق شهاده أكبر من حضن طفل يشتعل صدرها عليه ، ينصهر من اللهفه انصهار
وإنه اليُتم اللي انكتب عَ اولاد ريم الرياشي أوسمة فخر يحملوها عَ صدورهم أبد الدهر ، وتفخر
وتتباهى فيهم الديار
أطفال يذرفوا الدمع عَ رضعة حليب ، وكَلت أمرهم للي ما بغفل ولا بنام ، تتسِن سُنّه وقف العالم قدّامها بانبهار
يا ريم الرياشي ، يا نوتة نغم نفخها الراعي بشبابته وقت الضحى .. يناغي الكون ، وقبل ما ناغت السمع ناغت الأبصار
بقن الصبايا يلبسن شدادات الحرير عَ الثياب لِمطرَزَه ، ويتزينن بالذهب والصيغه تيجلبن لحالهن الإنتباه والأنظار
تحزمت ريم الرياشي بحزام الموت اللي أعلنها شهيده جليله ، يا رب تجعلها من أهل الجنان اللي بتجري من تحتها الأنهار
ترفل في ثياب العز ، مغفور ذنبها من أول نقطه شربتها الشاهده من دمها .. ها لشاهده الأرض قديش فيها أسرار
حَمَلها اللي على ظهرها واللي نام في بطنها ، بتسلل جمال عَ الشجر اللي امتص ها لأسرار ، ثمر تقطفه عن الأشجار
ريم الرياشي اللي حضنت أطفالها وبوّستهم ، وللرب الديان أودعتهم ، وما أخلفت مع الموت الوعد ، مهما جرى وصار
ما أثناها الحنان عن رايها ، ولا استجابت لهمس كبدها ، اللي فلذاته بتتقطع شوق وحنين ورهبه ، بنَصِل منشار
بقى موعد الشهاده أهم ، وأطفالها مش أحسن من أطفال ها لوطن اللي كل يوم بتجَرّعوا حسره وبذوقوا منها طعم المَرار
بقى موعد ريم الرياشي مع الموت اللي بتبتدي بعده الحياه الخالده ، مثل ما أعلن بسورة المُلك ، رب العزه القهار
وابتدت حياة ريم الرياشي بعد الشهاده بلحظه ، وابتدت رحلة أطفالها الجديده ، هذا قدرنا جيل بعد جيل يكمل المشوار
يا ترى قديش أم ماتت دهس ولاَّ بمرض عُضال ، ولاَّ طقت غيره وبلا ، لأنه جوزها غازل العمشه وأم المنخار ؟؟
كل اولادهن عاشوا يتامى ، وطلع منهم الدكتور والمهندس والحرّاث والشاعر والمبدع ، واصحاب المهن ، الحداد والنجار
كلهم عاشوا ، ورح يعيشوا أطفال ريم الرياشي ، امتداد العز والفخر ، واسم أمهم ريم الرياشي ، دليل النشامى والأحرار
26/2/2004 م
تقرأ بلهجة أهل سنجل