سعيد أبو ختله
بطاقة شهيد
صورة حية من صور الجهاد الفلسطيني
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
الشهيد سعيد أبو ختله ، أكيد كلنا بنعرفه ، وحتى لو ما عرفنا ، شو ضرّه من معرفتنا وعدمها
ما دامت الجنه فتحت له ابوابها ، واستقبله رضوان وزفه عريس للعلا ، للجنه ولناسها وأهلها
إحنا ما بنزكي على الله حدا ، بس هذي الشهاده بمفهومها ، ربنا بآيات الذكر الحكيم ذكرها
الشهيد سعيد أبو ختله ، إن عرفناه ولاَّ ما عرفناه ، التاريخ اللي بدَوِّن للأبطال سيرها
كتب اسمه في صفحة المجد مع الشهدا ، مع كل من وهب حياته فَِدَا لها لأرض وطهرها
ما بقى يتصوّر إنه في الزيتون اللي أقسم ربنا سبحانه بالقرآن لها لشجره ، ولأسمها
وخلا زيتها طُهُر ، وخلا نورها بدر ، وبارك الله اللي خدمها وحرث أرضها وزرع شجرها
الموت جوّاها ، والشيطان برصاص الموت يدّنِس طهرها ، ويوقع شهيد مستند على جذعها
*******************
بس إرادة الله سبحانه ، قبل إرادة البشر ، إنه ها لشهيد يعانق الزيتون رمز المحبه والسلام
مع إنه السلام غايب واسمه ممحي عن خريطة الوجود ، وانه انعدم مع الزيتون والحمام
ويضغط الأصبع الآثم عَ الزناد المأمور ، ويطلق طلقتين خمسميه ، بحرقن حيط بلا كلام
كيف بطن إنسان ؟؟ ويظل ينزف وعيونهم اللي ما بتعشق غير شوفة الموت الأسود الزؤام
والدم ينزف من جسد خار وتراخى ، والأرض تشرب من دم ابنها اللي فداها ، ها لبطل الهُمَام
صار الزيتون اللي من عَرَق أبوه وسيده وسيد سيد سيده، اللي غرسوا ها لشجر على مر الأيام
مكمن للموت بعد ما بقى مصدر للقوت ، وسقط سعيد أبو ختله ، شهيد بطل ، وأسد ضرغام ..!
*******************
سعيد أبو ختله بقى مواطن فلسطيني ، بسيط بساطة الفلاح مهدود الحيل من هم العيله ولِعيال
وموسم الزيتون بقى يبشر بخير ، وطول عمر الزيتون خير ، مهما تبقى نسبة الموسم ولِحّمال
بس ها لموسم إجا مع موسم الدم ، وكيف الزيتون والدم ، وهِنّ ضدين يتلاقِن بمجال ..؟؟!!
طول عمر المغناطيس بتنافر مع مجال وبلتقي مع مجال ، والزيتون والدم محال يتلاقين محال
الا عَ الأرض اللي بتسعى للسلام ، وبتحلم بالسلام ، بس السلام من سخريات الحلم والمقال
ما دام في جندي عُتُل لعبته سلاح قتّال ، وتسلايته يضغط زنادها ، ويقتل من ها لشعب أطفال
ويقتل الحلم ويقتل المستقبل ، ويقتل الحاضر ، ويقتل نسوان وختيّاريه ورجال ..!!
*******************
سعيد أبو ختله بعد ما حل الظلام ، وأنهك بدنه التعب وتلقيط الزيتون ، ومسابقة الوقت والزمان
تينحط الزيت بجراره ، والجفِت بكياسه ، وقود للكانون والموقده ، وموسم البرد والسقعه حان
أكيد سعيد أبو ختله ، رغم الحزن والأوجاع ، بقى سعيد لكرم الزيتون منبسط متجلّي فرحان
والموسم موسم خير ، والزيتون حامل ، وما بقى يدري انه كاس الموت بقى طافح ومليان
وانه لازم يشربه عَ إيدين القِرَدَه والخنازير ، اللي امتهنوا القتل على مدى تاريخ الإنسان
ووين ما في موت زؤام ، ووين ما في جريمه إنسانيه ، بتلاقيهم وراها ، هذول حِلف الشيطان
اللي ضجت الأرض من لؤمهم ، وتلطخت أيديهم بدم الأنبياء ، وذوي المروءه والإحسان
خالد يا سعيد أبو ختله ، في تاريخ شعبك الأبي ، وزيتونك شامخ وزيته منّوّر، والنصر من دمك إن شاء الله عز للوطن وشان
20/11/2000 م
تقرأ بلهجة أهل سنجل