محمد نبيل داوود

محمد نبيل داوود
بطاقة شهيد
صورة حية من صور الجهاد الفلسطيني
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
قالوا : دمع الرجال غالي ، واعترف انها دمعتي غاليه ، من ما ذرفتها على أمي ما بكيت
ولا عانقت دمعه رموشي ولا تخضلت ، الا لمّا الراوي سامر جاب لي قصه منها عانيت
قصة شهيد بطل بمعنى البطل ، زلزلت كياني ، أيقظت أشجاني ، وقدّام عظمتها ارتجيت
محمد نبيل داوود ، بقى من الجايز يبقى إسم عابر ، مثل القرش الممسوح ، مثل حيطان البيت
جايز يبقى منظر قدّام العين ، من المناظر المهتريه ، اللي بشوفها وين ما رحت ووين ما اجيت
بس محمد نبيل داوود هز أحلامي وأوهامي ، وغاص جوّه جراحي والآمي اللي منها تداويت
تقْدَر أستوعب ، ليش الطفل عِنّا مَكسَر عصا ؟؟ بس أعترف إني قدّام ها لحقيقه انهَدّيت
*******************
قال لي سامر:أخوه لمحمد ،نبيل المعجزه ، اللي عمره ألف سنه إذا انقاست بسخف أعمارنا
محمد نبيل اللي عمره من عمر الديناصور ، وأعمارنا بالكاد مثل عمر الذبّانه متزامنه
محمد نبيل المظلوم بعمر طفل أربعطعشر سنه ، مين قال أربعطعشر سنه عمر بطل أبطالنا
بس معذور اللي قال لأنه ما اطلع على هالسيره ، وما شاف هالقامه الشامخه مثل الجبل قدّامنا
محمد نبيل اللي اعتصر دمعة رجال من عينيّ غصب عني، وشفت حالي قزم قدّام عَظَمَة أشبالنا
محمد اللي علمّني درس في البطولة، في الإنتماء،بالضبط والربط، بحب الوطن ، بسيرة أسلافنا
محمد نبيل داوود وقفني قدام حالي عاري مرتعب أهتز خوف ودهشه خلط الأحاسيس جوّاتنا
*******************
محمد نبيل طفل بحكم شهادة الميلاد ، بغَض النظر قديش قدّرنا عمره اللي انقطف قبل الآوان
بس منطقي انه ينقطف بدري ، لأنه لو عاش كان دمّر عن الأرض الخنوع ، والذل والطغيان
ولو ظل كان هدم من نفوسنا لِمعفنه من جوّه الخوف والرعب ، وخلصنا من حِس الذليل الجبان
بس المرحله ما بتمشي غير فينا ، بذلنا وخنوعنا ، بخوفنا ورعبنا ، وانهزام جوّانا للإنسان
بقى البطل عاشق للسلام، بس السلام المبني على القوه، على أساس العظمه والشدّه والعنفوان
مش سلام الإخ ، اللي أي جنرال ولاَّ جندي بمَسِّح رجليه فيه ، وبرميه في مزابل النسيان
قدّيش بقى ها لطفل الحكيم حكيم ، وقايس الأمور بمقاييس ما إلها عِنّا مكان
*******************
قال الراوي سامر أخو الشهيد البطل ، بقت القدس جوهرة في قلب الشهيد جوّاه يحفظها
بمقدساتها الإسلاميه والمسيحيه ، بكل ما فيها من عَظَمَه ، بشموخها وطهارتها وقدّسيتها
قبل ما يلاقي ربه بطل ، أسد ، شامخ ، راح عَ القدس ، وصلى في الأقصى وزار كنيستها
ومن لِقيامه جاب شمع تذكار ، وروّح يوصف لأهله شو في في هالرحله ، وقدّيش مباهجها
بقى فنان يتقن تجسيد أصعب الشخصيات ، وروحه خفيفه مثل الظل ، ودبة النمله يقلدها
وبقول الراوي سامر : بقينا لمّا نحس بضغط الحياه ننادي محمد ، بروح الإنسان عَنّا يفرجها
ويرسم البسمه عَ شفافنا ، ويرفع الألم ، وحس الألم ،ويرفع كابوس لِهموم ، ويطرد ثقل ظللها
*******************
بقول الراوي سامر:هلقيت راح محمد،بطل شهيد،في ذمة الله، بس ضحكته في قلوبنا مزروعه
بقى محمد يعشق الشهاده ويذوب فيها ، بقى يتمناها ويترجّاها، وأمانيه عند ربنا بقت مسموعه
نالها بشرف بعد ما طلبها بجد واجتهاد ، وشارك في جنازات الشهداء ، وامنياته بقت مشفوعه
رغم انه انصاب بالغاز مرّه ، وبالمطاط مرتين ، بس اصاباته زادته قوه للشهاده المشروعه
للوطن ولعيون الأقصى،اللي حبه من كل قلبه الكبير ومن إرادته اللي من الصخر مقطوعه
معلقه بروحه الطيبه ، هالروح الطاهره اللي بقت في صدر انسان ، مثل الجوهره المرصوعه
في تاريخ المجد الفلسطيني ، اللي حطه على هامته وهامة أمه ، اللي بفقده ملووعه
*******************
بقى رَضي ، هيذ قالت أمه ، الله يرضى عليه ، ويحنن عليه ، وريت رضاي عليه نور وبخّور
بقى يحافظ على نظافة أواعيه ، بقى شبل في الكشّافه ، بس بقى هو القائد ، الأسد الهصور
هيذ ربنا سبحانه بحُط المواصفات ، ونزعة القياده بقت في شخصية محمد القائد المنصور
اللي ما بوقف في الصف الخلفي ويقدِّم غيره ، بقت القياده في حياته انّه يبقى راس الدور
انه يبقى السَبّاق للمكارم ، كل ما المكارم تقدمت بأصحابها ، بقى رمز للمكارم ، دائم الحضور
في الليله الأخيره سأل أمه : الشهيد يا والدتي بشفع لسبعين من أهله ، كرامه للشهيد المنذور
لوجه الله الحق ، يا ترى ، في مين أشفع ، ولمين ؟؟متى ما شفعّني رب العزة ، العفو الغفور ؟؟
*******************
لاذت أمه بالصمت ، وحسّت بغمامة حزن بتطوف قدّام عينيها ، وأدركت بحس الأم الرؤوم
إنه محمد معاين الشهاده ، وشايف منازل الأهل ، ومين الفايز برحمة الله ومين المحروم
تيشفع له بشفاعة الشهيد ، اللي حامل الوطن والأهل جوّه قلبه ، حمل ثقيل ظل منه مهموم
يوم الشهاده بقى يوم عرس لعاشق ، لِبِس وتلبس ، جديد في جديد ، وخطا للأجل المحتوم
بقى يحمل بطاقة الهويه،ويحمل عنوان البيت،ورقم الهاتف ، تيبقى شخصه عند الشهاده معلوم
وبقى مثل ما خطط بالضبط، وصل الخبر لأمه،مبروك إبنك بطل سقط برصاص الجندي المهزوم
وبقول سامر راوي التاريخ في هذا السطر ، بقى محمد قلب أمه ، وأخذوا قلبها المكلوم
بس إيمانها بقدسية شهادة إبنها، والإشارات اللي أرسلها، وانها أول مين يشفع له أمر محسوم
قالت مستسلمه لمشيئة الله : الله يرضى ويحنن عليه ، ويا رب تجعل رضاها لقبره بخور ونور
6/11/ 2000 م
تقرأ بلهجة أهل سنجل