وائل عماد
بطاقة شهيد
صورة حية من صور الجهاد الفلسطيني
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
وائل عماد ، شبل فلسطيني بقى لازم يبقى قدّامه أحلام كثيره ، يقطفها مثل الثمر المستوي عن الشجر
لولا وائل بقى مسكون بأشي أكبر من أحلام الطفل الخاصه، ولولا الوطن وحب وحلم الوطن في قلبه وقر
كان ما بقى جنرال من جنرلات الإنتفاضه ، تزين اكتافه نجوم ونسور ، وصدره نياشين فخر وبطوله صنعها الحجر
على حلم ينام ويصحى ، أنغام يعزفها الحجر ، حتى لمّا ترجّل عن المُهُر الزغير برصاص كلب حاقد انسعر
بقى كف ايده قابض على حجر ، قديش لها لحجر إيقاع في انتفاضة شعبنا ، اللي بتوقيعها المبارك انمهر
وائل عماد ابن الأربع طعشر سنه ، التحق بالرفيق الأعلى بعد ما نال الشهاده ، شهاده موهوبه من القدر
للطفل وائل عماد ، من لمّا الملك الكريم ، إنأمر بكتابة أجله ورزقه وعمره في رحم أمه،من ميّه وعشرين يوم ، تبَلّغ الخير
*******************
قدّيش وائل عماد بقى طفل بسيط مثل بساطة شعبنا المفطور عَ التسامح والحب ، وكيف بحط الماضي وراه
لو شعبنا بختزن الحقد مثل البعير ، ولو لكل واحد غُدّه بتنقط من نابه سم،كان ما جرى ووصلنا للي وصلناه
و عَ رأي مثل قال : صلح خسران ولا قضيه كسبانه ، شعار في كل مراحل حياتنا الأجتماعيه رفعناه
الخلاصه : بقى وائل يحلم بامتلاك شيكل واحد ، يركب سياره ، تيوصل ساحة المواجهات ، ويحقق مُناه
جايز تبقى الشهاده حلم ومنى في عقل طفل زغير ، ما بقى يعرف شو أبعاد الشهاده ، بس ها الحلم عاشه وتمنّاه
واتداين من جاره شيكلين ، واحد يسَكِّت جوع بطنه ، والثاني أجرة حمله لمعبر الموت اللي بالشوق استنّاه
تيلتحق فدائي جديد ، شهيد شد الرحال للأقصى ووهب له الدم والروح ، ركن يقوم استقلالنا على سناه
*******************
لمّابقى وائل يلملم لهفة نفسه وروحه ، ويغذ الأرض تحت رجليه ، سالت نفسه شهوه للجوافه وعبقها الجذّاب
وقرر يستغل الشيكل الفايض المرصود لحشوة البطن بحبات جوافه ، من اللي بتحَلّب وبسيل الها اللعاب
واشترى حبات بقى يخشمها بنزق ، ورجليه تحثّه على المسير ، بقى هادر ، يزمجر غضب مثل أسد الغاب
وما بقى حاسب حساب الرجعه ، قديش أشبال مثل أفضاله مثله ، وكأنه مقرر من ذاته إنها الرجعه ما الها حساب
حسابها بسيارة إسعاف ، بعد ما ينال الشهاده ، ويحقق حلم العمر ، اللي ما لحق يحلم بغيره ، والمآب
ودخل ساحة المواجهات ، واستقرت حبّات الجوّافه في بطنه اللي انتظر وجبه تسد الجوع ، يلتهمها قبل ما غاب
قديش حلم الطفل في بلادنا على ما قد هو زغير ، بتلاشى مثل دخنة صاعده ، قبل ما يستقر سطر في كتاب
*******************
مين وائل عماد؟ سؤال بلا معنى ، وشو فايدة نعرف ، أو لا نعرف ، وائل اسمه في السماوات العُلى مكتوب
عند رب العزه اللي اختاره شهيد ، طفل مغلف بالبراءه ، طاهر من أدناس الحياه اللي لطختنا الرزايا والذنوب
وعلى وجهه الأسمر البريء ، لمّا اتبَحِّر عليه، بتشوف البراءه، هيذ خلقه من الباري للرب والعباد من الله مهيوب
بقى وائل عماد يقبض عَ الحجر ، وقبل ما يرمي الحجر انخسفت الأرض من تحته ، ووقع تحت الطلقه الغادره مصيوب
دخلت من جبهته وطلعت من قفا راسه ، ودمرت قيادة جسمه ، وهوى عَ الأرض اللي حبها بدمه الزكي مخضوب
وايده قابضه عَ الحجر ، روحه فاضت لباريها ، والحجر ما فارق كفه ، ومضى فارس منتصر غالب مش مغلوب
فِدا فلسطين الحره الأبيه ، فدا الأقصى المبارك ، شد الرحال لذمة الله سبحانه تبارك في علاه ، علاّم لِغيوب
4/12/2000 م
تقرأ بلهجة أهل سنجل
