ستي وغيمة المطر

ستي وغيمة المطر
صورة تراثية شعبية من عصر ستي
بقلم ووجدان : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بقت ستي قاعده عَ طرف المنطار ، بقى الجو آخر الخريف ،
ويا دوبها لقطت من المسطاح ، قطين لمونة الدار
ما عاد اللي في المسطاح ذبيل ، نشف وصار قطين ،
وربصت كل حبه وحبه برقه وحنين ، ومحبه وكل اعتبار
وصارن في الخابيه ، والخابيه اتطينت ، تييجي وقتها ، ونقعد قدام لِوجاق ،
لمّا البرد ايحل ، والسما تجود بالأمطار
وبعز كوانين بصير النتش ايوز جوّه لِوجاق ولمّا تحمى الموقده نرجع
ولمّا تبرد نقرّب ، مثل لعبة البس والفار
و لمّا القرامي تهجم بنحط البطاطا للشوي وبلوط ناصح ..يعني قعدة حِلِم ،
قعدة سعاده ، وبهجه ومسره مثلها ما صار
بتنرسم في خيالنا وصعب تنمحي لا من زمن قريب ولا من بعيد ،
أيام الفرح عَ البال بتعن ، كل ما جمعنا الحلم مشوار
سرحت ستي بنظرها لبعيد بعيد ، بقت تلاحق بعنيها غيمه ،
وعين ستي بترصد لِغيوم والجو وبتحوم في المدار
وبتعرف الغيمه الماطره من الغيمه العاقره ، تجربه من العمرتعلمتها ،
من السنين الخوالي ، وأيام العز الها إيثار
قالت : كأنها شاعر بولد قصيدة شِعِر عاشها مخاض طويل ،
قبل ما صارت تترنم عَ شفافه كلام وقوافيها تنصار
بقى سيدك لمّا تطل هذيك الغيمه اللي جايه من بعيييييد بعيد ، تلمع الفرحه في عيونه
وتتراقص .. أحلام المطر المدرار،
وتلاقي وجهه اكتسى ببراءة الحلم مثل طفل زغير ، وقاللي :
قومي تنحضر حالنا يا بنت الحلال ، ها لغيمه تنبيه النا وإخطار
تنتحضر للموسم ، إحشمي الدواب وزودي العلف .. قدامنا حراث ،
شوفي الأرض قديش ...، مشتاقه للكراب والثنايه ولِبذار
قديش عطشانه لقطر المطر ، تخزنها الأرض ربه للحر والهجير ،
للموسم الصيفي اللي ما بقل بأهميته عن الشتوي وبدها عَمَار
انعمرها بسكة العود ، لمّا تنغز جوّه الأرض وتنود ، وتقلب ها لتراب وتنشره للمطر ......،
على ما تشوف وتمتد الأبصار
إن ارتوت الأرض يا ستي طِلع العشب ..، وفي العشب غِذا ودوا
، يشرب الشجر وانتلت بالميه لِبيار
والأرض يا ستي ها للي شايفها قدّامك يفور العشب منها ، وتلبس ها لرسوم والحرايق ..
الجردا حِلِة خضار وأزهار
والقمح لمّا ينغمر بمية المطر جوّه الأرض يفور من ترابها ، وبتمشي لنصك في السبل ،
سنابل مليانه بالقمح كبار
الخير يا ستي لمّا ايعِم ويطم حولك وحواليك ، بتصير نفسك تفافي من البهجه والمسَرّه ،
وتحس حالك طير طيار
سيدك بقى يعرف ها لأرض ، واتحسّه يوشوشها ويتغزل فيها ، وياما قال فيها من قلبه العامر ..
بالحياه غناني وعتابا وأشعار
وياما تغنى بسهلها ووعرها ، وياما تغنّى بمحلها وخِصِبها ، لكل موسم عنا يا ستي
غنانيه لِمقدّره ،اللي بترسمها الأقدار
للخصب أغاني فرح ، وللمحل أغاني حزن ، سيدك بقى ينحض من قلبه
أغانيه المليانه من جوّاه، حزن وفرح ، حلو ومرار
وبقى يعتمد على الله في قوله وفعله ، ويطرد الألم بالفرح ، وبالحلم يداوي الجرح ،
ويفرز زيت طيّب من القار
عمره ما خلاّ اليأس يدخل يدخل قلبه بقى يسد قلبه ويفتح طواقي للأمل ،
وحياته موسم أمل ، يعبق بفوح الأزهار
ولما بقى الحزن يهجم عليه بأكبر من طاقته ، بقى يشد قامته ويعلي هامته ،
بقى بطل مدّوَن بسجل الأحرار
سيدك يا ستي بقى مدرسه ، لو كل يوم تعلمت من سيرته سطر ،
رح تلاقي صفحتك مليانه .....، أمجاد ترويها الأخبار
عمره ما خاف ، بقى سبع ليل ، لو لاقاه غول يصرعه بأيديه ،
وبقى في صدره قلب ... ما بهاب مثل الصخر جبّار
ومليان حب وموده ، بوسع العالم محبه ، وشجاعته بقت مفخره لكل النسوان ..،
كل ما هاهت عنه مَرَه بافتخار
سيدك بقى بطل ، افخر بسيدك وحطه تاج عَ راسك من فوق ،
وها لجيل بمثله ...، جاد ببطل مغوار
شوف يا ستي كيف المطر شح ، والأرض عبست ، وضحكتها اللي بقت قد الدنيا .....،
راحت غاد وبيرها غار
ما عندي اعتراض ، إنه لكل زمان دوله ورجال ، ورجال زرعت ورجال قلعت ،
ورجال أسياد بالعظمه اكبار
و رجال كِخّه ، هذي دنيا فيها وما فيها ، بس يا ترى انت من أي فيها ؟؟
ان شا لله وفي تبقى ومش غدّار
وسرح خيال ستي بالغيمه اللي بقت تتهادى في عرض السما .. يا ترى؟؟!!
غيمة مطر ها لغيمه ومحمله أمطار؟؟؟
فيها أمل ؟؟ ولاَّ غيمه عاقره فيها خيبه ؟؟
بس لمّا شفت لمعة فرح في عيون ستي ودمع عَ الخد سال مدرار
عرفت انها الغيمه غيمة فرح....
وستي تعانقت مع سيدي بحلم ، وتمازج حلمها مع حلمه في السما سيّار

تقرأ بلهجة أهل سنجل