ستي والغربال
صورة شعبية تراثية محكية
بقلم ووجدان : الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
قالت ستي وهي تلفظ آخر نفس من أنفاسها ،ديروا بالكم يا ولاد ..اللي بلا شرش بنشف وبيبس وكل من دشر قديمه تاه
اوعوا تهملوا السهل والتل ،ولا تفرطوا بالجبل والواد ..والوعد عزّ ..والأرض كنز أفدوها لو طلبت ، بالدم والحياه
ازرعوها واسقوها ،اخدموها وأعطوها ..ها لأرض منذوره ومسخره ..للي بفتح لها قلبه ،
للي عزمه معاه
وقد ما تزرعها وتسقيها ،وتخدمها وتعطيها ..رح تخدمك يا ستي ،افهم عليّ انت ،هي عاليه حتى لو إسمها وطاه
وماتت ستي وهي حاضنه غربالها ،واندفنت با لأرض اللي عاشت في خيالها ...جنب سيدي ذروة حلمها وسناه
قديش بقت ستي تقول وتفعل ،وقديش بقينا نغرف من قلبها الكبير ، اللي بقى يعطي ويمنح ،
من كنوز تراث ها لوطن وثراه
وقديش ها لوطن بقى فيها مزروع ،وقديش حلمها نبت في أرضه عز ، أغرق الأجيال.. ، وقديش إخلاص شعرناه
في كل كلمه قالتها ستي ،لو نسترجعها بنلاقي حلم ،بنلاقي أمل ،بنلاقي مجد برفرف..،
في السنا وعلاه
بقت تلاوح التسعين ،قبل ما ماتت بشويه ،رغم عجزها ،وكبر سنها ، والسنين اللي عَ ظهرها ورغم وهنها اللي بلغ ذراه
قالت :يا ستي ضعفي لو نمت في الفراش ،اللي مثلي ان نامت ماتت ،غمرها الأسى ،
ولاحها الحزن با لهواه
يا ستي في ها لغربال للي بعرف قيمته ومعناه ،بتجدد العمر والحياه ،كل ما العمر ذوى ،
وانزوى في زاوياه
لا تخاف عليّ من الغربال ،ولا تخاف عليّ من كل شقة أثاث ،بأيدي وصنعتها وحيلي شديد ما أقواه
نعم يا ستي ،ضعفت ووهنت ،بس في صدر ستك قلب بتجدد كل ما للعمل اشتاق وحن وشعشع النورفي ضياه
عمري في ها لأرض فنيته ،بس ما راح منه اشي خساره ،سلامة اللي طلعوا من رحمي رجال وصبايا عني رُواه
سلامة اللي حطوا ايدهم ع إيدي حرثوا وزرعوا وحصدوا ،قطفوا وحققوا لسيدك ... ،
حلمه الزاهي ومناه
سلامة اللي حطوا إيديهن ع إيدي ،طحنن ها لطاحونه ،نقن الحب وهزّن المونه .....،
بالغربال اللي احنا صنعناه
الحياه يا ستي كبيره ووسيعه ،وايدين الجماعه هي اللي بتصنع الأمل واللي ببركتها تتحس لحوال وبتطلع الحبه من الصفاه
الأرض يا ستي مزروعه بالحب ،وقد ما بتعطيها حب بتعطيك جنا وقد ما بتعطيها بزر ،
بتعطيك غلال يا محلاه
الغربال بفرز الحب عن الزوان ،وزوان أرضك لا قمح الغريب ،حتى لو قمحه أحسن من قمحك
ونفسك بدها اياه
قمحك في ريحة أرضك ،وفيه عرق أهلك الحبيب ،في ريحة سيدك وشقا عمره ..
وهو سارح بالفلاه
سنين طويله بقى لها الأرض خدام ،يوخذ منها ويجيب ،يعطيها وتعطيه وقصة حب سيدك للأرض قالوها الرواه
وتغنت عَ الربابه في كل تعليلة فرح ،قلبه بقى في لمغادره ولمناطره ،في الكرم والمارس .. ،
في التعميره والمقثاه
تحلا مخطرة الفارس اللي زرع القمح في المارس بين السبل ،تيظل رغيف الخبز موجود ،
لا إشترينا ولا بذل شحدناه
ها لأرض يا ستي ،وها لغربال بشهدن لك لو بقن ينطقن ..ها لغربال لو بحكي بقولك قديش
هز بعد البير ووراه
قديش أطلع حب وعلف ،وقديش جاجات ستك اللي بقت تغمر البلد باللحم والبيض أكلت .،
حياتنا بقت معاناه
شوف يا ستي ،ها لغربال من ريحة سيدك ،قبل ما يموت بإيده شده ،عمر ما خيط منه
انشلفت ثناياه
ولا عمره مثل غرابيل الغش ارتخى ورخرخ بقى سيدك يصنع الحاجه من قلبه
وقلبه بقى منبع الحياه
أي نعم بقت حياته شغل في شغل ،من طلوعها لغيابها ،من صحية الديك لطلعه النجم ،
ويتلفع الليل بالعباه
بس عمره ما قال آخ ولا آي ..ولا اتوجع ..إسأل ها لغربال اللي حباله مشدوده إذا رخرخ ولاّ في حياته قال آه
تسلم إيد اللي صنع وإيد اللي زرع وإيد اللي حصد وقلع ..واللي حط المونه في الخوابي واللي كرّبل الحبه عن الحصاه
واللي قطف من جنا ها لأرض ، ويكسر إيد العاجز الخاير اللي عمره ما اشتغل واللي سرق وبلف وتايه الخطاه
تقرأ بلهجة أهل سنجل
ستي والغربال / فيديو
بصوت وقلم
الداعي بالخير / صالح صلاح شبانة
تصميم : الشاعر عايد أبو فردة
https://www.youtube.com/watch?v=Pybrp-r286w
