منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 .محمود الفران

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

.محمود الفران Empty
مُساهمةموضوع: .محمود الفران   .محمود الفران Emptyالأربعاء يونيو 01, 2011 1:57 am


.محمود الفران
بقلم : الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com

كنت قبل ايام في الجبل الأخضر، وكلما ذهبت هناك لزيارة اخوتي واخواتي اقوم بزيارة لمحمود الفران، وعندما وصلت باب الفرن حسبت نفسي اخطأت الطريق، لأني ولأول مرة منذ اربعين سنة مضت لم ار شجرة التين الضخمة، والتي طالما اطعمتني واطعمت غيري من ثمارها الحلوة اللذيذة، وطالما اطعمت كل من مر من تحتها، فهي تقع امام الفرن في حرم الشارع العام، وعندما سألت عنها قال لي محمود الفران بنبرة حزن ان التينة المرحومة تسبب احد اغصانها بسقوط مرير «عقال» فلان عن رأسه، فغضب غضبة كبرى ولم يجد أي اعتذار أو اسف من حضرة فلان ومريره العالي الا بسقوط شجرة التين! ولأول مرة يخلو فرن محمود من شجرة التين التي لم تسقط بسقوط بغداد ولكنها سقطت بسقوط مرير فلان؟!
ومحمود الفران هو جزء من ذاكرة الجبل الأخضر - مثلث اليمين، حيث كان أول صاحب فرن يخبز للناس، حينما كان يتم عجن العجين في البيوت ويقطع «يقرص»، ويوضع في فرش خشبي يحمله أحد الصبيان على رأسه ويصطف على احد الرفوف الخشبية بانتظار الدور. ومحمود الفران رجل ستيني، خفيف الوزن نحيف القوام ذو بشرة داكنة وشعر خفيف اشيب، لا تفارق سيجارة الهيشي شفتيه، والتي تنطفيء أكثر من مرة، فيقوم باشعالها بقداحة الكاز حيث يرافق اللهب خيط من الدخان الاسود يملأ سيجارة محمود الهيشية بنكهة الكاز، حيث لا تحلو السيجارة ولا يحلو طعمها دون نكهة الكاز!.
ومحمود الفران اشهر عازب في المنطقة، كل حياته مكرسة للفرن، ان رأيته حسبته لا ينام ابدا، فهو يبدأ باستلام الصحف من الموزعين من قبل الفجر، وهو بنفسه يرسل حصص الدكاكين من الصحف، ويسترجع ما لم يبع حتى يسلمه للموزعين من جديد، وهو يقوم بهذا العمل خدمة لا يتقاضى عليها اجراً، الا بعض الاعداد المجانية حيث يهديها لقراء فقراء يحبون قراءة الصحف ولكن احوالهم المادية لا تسمح بشرائها.
عرفته ايام العز حيث كان فرنه الأول في المنطقة وسبب المعرفة ابنة اخيه التي كانت تعمل ممرضة في القوات المسلحة وكنت واياها نعمل معاً في مدينة الحسين الطبية سنة 1974، سنة افتتاحها وهي قبلة الاردن الطبية والصرح الأبرز حيث لا يأتي زائر للدولة الا وكانت زيارته الى مدينة الحسين الطبية جزءا مهما من الزيارة.
وصدف إن اصابته وعكة صحية، كتب له الطبيب من العلاج حقنا طبية، وبما ان ابنة اخيه ممرضة فقامت باعطائه أول حقنة، حيث حسب ان يدها ثقيلة، مع ان الواقع غير صحيح فثار بوجهها، وصدف ان المرحومة والدتي كانت تخبز فاخبرها عن الحقنة فقالت ان المسألة بسيطة وان ابنها والذي هو أنا يعمل في نفس المهنة ويده خفيفة، وكان ان أعطيته كورس الحقن واستراح لي ومن يومها صرنا اصدقاء (مع اني لطول الزمن نسيت الحكاية) ولكنه لا يفتأ يذكرني ويذكر الاخرين بها حتى صرت اصدق نفسي!!
المهم، في اوائل السبعينيات بدأت اراسل الصحف، وكنت حريصا على متابعة ما ينشر لي وكان محمود بحكم ان الفرن هو مركزاستلام الصحف يتابع لي، وكلما نشر لي شيء يعطيني رقم العدد والتاريخ لأشتري الجريدة، أوهو يحصل لي على القصاصة، وبحكم معرفتي بمحمود الفران بدأت اعداد ارشيفي الخاص، والان املك معظم ما تيسر لي في ارشيف ضخم على امتداد اكثر من ثلاثين سنة!
محمود الفران رجل كبير، فهو مثقف جداً، ويحمل ذاكرة قوية تغوص مثل المبضع في الزمن، ترك الخبيز منذ زمن طويل واكتفى بفتح أو تشغيل الفرن لساعة أو أكثر يومياً للمشاوي والصواني وما الى ذلك، كان قبل غلاء الديزل يحمل غالونا ويذهب الى الكازية، يملأ ديزل بنصف دينار ثم يعود و صارت زيارة الكازية يوميا حزءاً من تقاليد محمود الفران، ثم عندما صار الجالون يحتاج الى دينارين أو أكثر ليملأه اكتفى بجالون كاز اسبوعياً وصار يحضر الورق والكراتين، يضعها في بيت النار ثم يغمس ورقة في الكاز ويده ترتجف حرصاً على المادة ويشعل الفرن ويحصل ما يكفيه من مصروف للقمة هنية وسيجارة هيشة.. وهذا هو صديقي محمود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
.محمود الفران
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ماهر محمود
» محمود العمواسي
»  محمود أبو شمسي- 10
»  ذكرى محمود درويش
» دعاء للقارئ محمود حجازى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
بطاقات الشهداء
 :: نصوص ومقالات
-
انتقل الى: