منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 قبل نفسك عد صاحبك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

قبل نفسك عد صاحبك Empty
مُساهمةموضوع: قبل نفسك عد صاحبك   قبل نفسك عد صاحبك Emptyالأربعاء يونيو 01, 2011 11:44 am

قبل نفسك عد صاحبك
بقلم : الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
توجد في الذاكرة عشرات الصور المضيئة من الإيثار، تمتد على طول التاريخ وعرضه، ولكني أحب دائماً اختيار الصور الشعبية لجنود مجهولين، عاش ومات ولم يحلم أن يأتي أحد من جيل أحفاده من ''المرة الأولى'' وأبناءه من '' المرة الثانية'' لينقل تلك الصورة في زمن تراجعت فيه القيم وحل مكانها المال والمادة وأشياء كثيرة أخرى، يحمد الله الأموات أنهم عاشوا عصراً غير هذا العصر ولم يروا الآن وكل آن هو تاريخ بعد زمان، عندما يستنكر أهل هذا الزمان، الزمان القادم.
الحكاية تقول أنه في أواخر الثلاثينيات حدث ما يشبه المجاعة، وعزّ وجود القمح، فصار الناس يخبزون الشعير، ومشكلة الشعير انه يعجن ويخبز ولا يترك يختمر مثل القمح، لأنه يدخل في الكحوليات والمسكرات، وصاروا يخبزون الذرة وما يصطلح على تسميتها ''بالكراديش'' وهي الذرة البيضاء التي كانت تستعمل علفاً للماشية، وحتى الذرة، وحتى الشعير عزّ وجودهما.
المرحوم أبو محمود كان كريما رغم فقره المدقع، فهو أحد أبناء البلد ''سنجل'' وكان يجري عليه ما يجري على باقي الناس، استوقفه أحدهم وسأله إن كان يملك كيساً من الشعير يقرضه إياه إلى حين ميسرة، فكان الرجل ذا عائلة تأكل حجارة الصوان، وأبو محمود كذلك ولم يكن يملك وقتها إلا كيساً واحدا يخبز لعياله كل يوم أرغفة منه، ولكنه قال له: ''تكرم'' ابعث أحد الأولاد ليأخذ كيس الشعير، وذهب إلى بيته ليستقبل الشاب ويعطيه الكيس، وأمر زوجته الأولى ''الذي أنا'' من جيل أحفادها تعطي الكيس للشاب، فقد نطق به وانتهى الأمر وصارت تصرخ و'' تولول''...يا رجل ..وأولادك ؟ وبناتك؟ فقال لها: الله كريم والمعطي مش بخيل...ولكنها لم تكف عن ''الولولة ''، ونادت إحدى بناتها لتأتيها بالقدرة لتسخم؟؟وجهها، ولمن لا يعرف القدرة فهي وعاء من الفخار كان يستعمل للطبخ على نار الحطب، وكان لونها أسود قاتم إذا لمست الجلد أصبح أسود، وكان من عادة النساء عند نزول المصائب أن يسخمن وجوههن ''بشحبار القدرة''، وصارت تنادي ''هاتوا القدرة تسخم وجهي''.
فقد نزلت بها بالمقاييس الفيزيائية مصيبة ونازلة عندما لا تجد ما تخبز لأبنائها، ولكنه رد عليها بكل ثقة ''استني الصبي لما يوخذ الشوال وجيبي القدرة أسخم وجهي ووجهك'' لقد نطق ولن يتراجع لأن ذلك كان من أكبر العيوب التي تثلم مرؤة الرجال، وقد كان بإمكانه أن يقول للرجل: لدي شوال، نتقاسمه أو أعطيك كذا صاع منه، أو أبقي لأبنائي ''صاع'' أو''مد'' من الشعير ريثما يرزقنا الله وإياكم ولكنه قدم كل ما يملك معتمداً على الخالق الكريم أن يرزقه بكل حبة عشر حبات إلى مائة حبة، فالمعطي ليس بخيلاً.
أكذب لو قلت أني سقت هذه القصة دون هدف دون أن ''أطبش'' رأس أحدهم الذي هو في ذهني الذي لا يعرف الإيثار قط..إلا الأنانية المطلقة، ولكن هناك قضية أكبر بكثير وهي قضية تحرير الأسعار، وقطع رسن كل وحش كاسر، بكل تسمياته، الطمع، والجشع، والاحتكار، ومصّ الدماء، وزيادة المعاناة، وسحق الطبقة الفقيرة، القاموس يزدحم بالعبارات .
فالتجارة التي هي عماد الاقتصاد وبارك الله بها، وجعل للتاجر ميزة للصدقة كبيرة وعظيمة من دون خلق الله بأن لا يشعر بها الفقير فيحافظ على عزة نفسه من خلال البيع والشراء، بأن يرخص له في السلعة وأن يربح الثلث أيضاً، فنحن لا نريد للتاجر أن يخسر، بل نريد له الربح والنماء والبركة، ولكن للأسف هذه الأصناف غير موجودة أبداً، إلا من رحم ربي، فهم يبيعون بحق الله... ويخرجون الزكاة...وكل الألسنة تدعو لهم بالخير والبركة إن شاء الله تعالى.
نريد أن نقول لإخواننا التجار أن المرحوم أبو محمود صاحب القصة قطع خبز الشعير عن أفواه أولاده ووضعها في أفواه أبناء الرجل الآخر، إيثاراً منه وثقة بالله الرزاق الكريم ''فرزق الناس عالناس ورزق الكل على رب الناس''، فربحت تجارته، وتناقلت الشفاه والألسنة هذه القصة الطريفة الرائعة إلى أن صار لها أن تنشر ويقرأها الناس كعبرة وذكرى مليئة بالأمثلة الحية وروح الحياة تنشر عبيرها الرائع في كل مكان من تاريخ الإنسان.
أيها التجار الذين تهيئون أسنانكم لقضم لحوم الفقراء وتمنون النفس بزيادة فقرهم، اعلموا أن لا حكومة ولا سواها تراقبكم وأن أكثركم قد استفحل بالشر، ولا تهمه العواطف التي لا تزيد الرصيد قرشاً واحداً ولكن اذكروا الله وأنكم تجنون المال الوفير ويحاسبكم الله على كل فلس منه، ثم يؤول إلى ورثتكم ''حلالاً زلالاً'' ولن يؤنس النور قبوركم ولن يلاحقكم الذكر الحسن، كما لاحق الفلاح البسيط المرحوم أبو محمود، واعلموا أن الله بالمرصاد وأن عذابات الفقراء تعلق خطاياها في رقابكم. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
قبل نفسك عد صاحبك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إنزل نفسك ...
» انزل نفسك...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
بطاقات الشهداء
 :: نصوص ومقالات
-
انتقل الى: