سواليف قاضي معزول
تأليف : سعاده عوده أبو عراق
20- نبهان في مدينة الألعاب
نبهان صانع المشاكل البريئة ، صاحب الحركات والتصرفات الطفولية ، ما بيقدر يمنع حاله يروح على مدينة الألعاب ، بوخذ حريته بالولدنة بدون ما واحد يئذيه ، ولأن حبته قليلة ، بيخفى بين الأولاد ، لكن حرس البوابه هم إللي بيعرفوه وبطردوه ، وما بخلوه يدخل ، لكن هو أشطر منهم ، وبيعرف كيف يزرق جوا المدينة ، تيصيع مثل ما بده .
المهم بعد ما زرق وما حدا شافة ، انتبه لصوت بريكات قوية برّا البوابة ، اتطلع وراه ، وإذا هـالسياتين كبار بلمعوا ، انفتحت الابواب ونزل منها ثنين قبضايات الواحد قد البغل ، حالق ع الصفر ولابس نظارة سودة ، ومن تحت البلوزة مبين المسدس إلي تحت الحزام ، نزل معهم ولد عمره عشر سنين ، واحد مشى قدامه وواحد مشى وراه بتنافخوا وبتفاحجوا ، وبيمشو بالعرض ، البوابه انفتحت إلهم كأن الحراس عارفينهم ، ودخلوا كأنهم بدهم يخوفوا الناس .
وبدل ما يخوفوا الناس حتى يبعدوهم عن الولد ، صار الأولاد يتجمعوا عليهم بفكروهم ناس من السيرك ، وصاروا يبعدوا الناس عن الولد إللي معهم ، وهو يا حرام بده يلعب مع حدا ، وبده يحكي مع حدا ، ومش عارف يفلت منهم ، لكن كل ما طروا الاولاد ، الولاد بتزيد ، لأنهم بحبوا تبعين السيرك ، وصارت فوضى وفلت الولد منهم وظاع بين الاولاد ، نبهان كان في الزحمة ، وكان منتبه عليه ، ولحقه ، وصار يحكي معاه ، شافه لابس نظيف ومعاه مصاري كثير ، نبهان بحب الاولاد، والأولا بيندمجو معاه ، لأنه عقله قد عقلهم ، وهذا الولد بدة لطافة مش جوز خناشير ، المهم نبهان متمني يركب الدولاب الكبير ، عشان يطلع فيه ع السما ، فقال في نفسه بطلع أنا وإياه على أساس إني اخوه ، فراحوا عند المسؤول عن الدولاب ، وكان هذا المسؤول مشغله دون ما يكون فيه حدا ، عشان يجذب الاولاد وبين إنه شغال ، فلما إجا نبهان والولد ، وكان نبهان بيعرف إنه أخرس ، أخذ مصاري من الولد وقطع التذكرة ، وهذا المسؤول الاخرس عارف شغله ، وقف الدولاب وطلع فيه الاثنين ، وربط لهم الحزام ، وشغل الدولاب وصار برفعهم شوي شوي ، وبشوفوا الناس تحتهم بتصغر ، وشافوا الاثنين القبضايات مصروعين تحت ، بيلفوا وبدوروا مثل المصاريع ، لأنه على ما يبدو أنهم حراس على الولد ، وهذا الولد إبن واحد مهم ،وبخافوا واحد يخطفه ، ولما غاب الولد بين إنهم ما قاموا بواجب هم ، وإنهم مقصرين ، وبيستاهلوا شنق باب الجامع ، أو إنهم متآمرين ، وقعتهم وقعة سخنة ، فصاروا يفكروا في الاحتمالات ، راحوا على البوابات وسكروها ومنعوا واحد يطلع أو يدخل ، وطال كل واحد مسدسه ، ودار بين الناس كأنهم بدهم يقبضوا على لص ، وقلبوا المدينة فوقاني تحتاني ، وما ظل خزق ما دوروا فيه ، ووقفوا كل الألعاب ، المراجيح والقطارات والسفينه والبلارينا ، والسيارات الكهربائية حتى حصونة وطيارات الاولاد الزغار ، وراحوا على هذاك الأخرس ، وقالوا وقف وقف ، وقف حركتها ، طبعا بده يقول لهم في حدا فوق ، يبعبع ويأشر لفوق ، فهموا حركته هذه إنه بيدعي عليهم لألله ، وخاصة لما رفعوا عليه مسدس ، انخرع وبطل يطلع صوت ، وواحد مد إيده وطفا مفتاد الكهربا .
أما نبهان والولد فكانوا في الراس لما توقف الدولاب ، وكانوا شايفين كل شي ، لا هم خايفين ولا هم قلقانين في إللي تحت ، بيتفرجوا على المدينة والسيارات والطيارات إللي يتطلع من المطار ، والبياعين والمتنزهين ، وكانت لحظة ما توقعوها ، فتمنوا يظلوا هيك للأبد .
بعد مدة والقبضايات الاثنين حايسين وخايفين ييجي أبو الولد ويلاقيه ضايع ، أكيد راح يطخهم الاثنين مثل خيل الإنجليز ، لأنه ما منهم فايدة ، الولد شاف سيارة أبوه ، فقال لنبهان إجا بابا ، قال له نبهان : مش نظل هان أحسن ، قال ما بدي أروح عند بابا ، لأنه راح يعطيني لهذول الاتنين قال له نبهان ، طيب خلينا هون ، ما احنا قاعدين بنتفرج ببلاش .
شوي ما شافوا إلا سيارات الشرطة والجيش وسيارات عليها رشاشات ، والشرطة بتدخل مدينة الألعاب وبتمسك الموجودين ، أولاد وبنات ونسوان وشباب وختارية ، وبقعدوهم رافعين إيديهم على روسهم ، وكلاب بتشمشمهم ، وبوخذوا واحد واحد يحققوا معاه ، وبراالحديقة سكروا الشوارع ، وما حدا يمر .
نبهان والولد كانوا مكيفين وهم بيشوفوا لخمتهم ، وحركتهم إللي مثل حركة القرود ، وكل شي تمام ، إلا شي واحد ، ما عرفوا كيف بدهم يفرفروا ، نبهان ما كان عنده مشكله لأنه مش مفرقة معاه بيعملها بجنب أي حيط ، فقام دار ظهرة ، ونزلها على إللي تحت ، وإجت على روسهم ، قاموا اتطلعوا فوق شافوا نبهان والولد ، راحوا للأخرس عشان يحرك الدولاب لاقوه متخبي تحت الطاولة ، خوف يشوفوه ويطخوه ، فلما شافهم صار يبعبع ويرتجف وما عرف كيف بده يشغلها .