أحلام ذابله
صورة محكية مريرة ساخرة
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanh2007@yahoo.com
عجوز هدها الزمن ونالت منها السنين ، يا ترى جايه من العصر الحجري ، ولاَّ من القرن العشرين ؟ ما حدا عِرف ، لأنها مغلفه بالأسطوره !!
أكيد بتحمل على ظهرها مآسي مُرّه ، ومنطق بالمآسي حزين ، هو الزمن هَدّها ، ولاَّ عِصْيت عليه ونجت بتالي جسد محطم ، بَهَت وخفت نوره
هو العقل لسه مثل ما بقى بكماله ولاَّ ارتج ، وصار يوخذ ويجيب ، مَرّه بتحكي حكي مثل تلقيط الذهب ، عن الحياه والدنيا المعموره
ومرّه بتحكي حكي ما له أصل ولا فصل ، معشعش في خيالات وأوهام ، جايز تبقى قديمه وباهته ... مثل بقايا شظايا مرآه وصوره
حكت لي قصة حياتها في دقايق قليله ، عندها موهبه في الحكي ، ولسان ماضي ، بجلد جَلِد ، وكلمات مثل لِورود معطوره
وتاريخ وأوابد بتخليك تحزن على ها لزمان ، وتأسف على هذاك الزمان ، اللي راح بعجره وببجره ، بصفحاته وسطوره
اللي بقى الأنسان سند أخوه الإنسان ، يجمعهم الفقر درع ضد الزمن ، يقلّموا أظافر الموت ويواجهوا المواقف مهما بقت الخطوره
*******************
عجوز هدها الزمن ، وألقى أثقاله على ظهرها اللي أحدب وصار مثل القوس ، قديش ها لقوس غالي ، حقه أيام وسنين العمر وشهوره
عجوز عايشه برّه زمنها ، بدنيا غير دنيتها ، بين عمارات شامخه وقصور منيفه ، وشعب راقي متمدن ، الدنيا بين إيديه طابه زغيوره
في عريشة قش ، ذاقت من برد الشتا أيام وليالي مُرّه ، تحت السماء والطارق ، تفترش الأرض ، وتلتحف السما في ها لدنيا المهجوره
غريبه ..!! والغربه الصعبه بين الأهل ، يلهب ظهرها كرباج الفقر ، تنزف مية وجهها الحاجه ، وما حدا لحدا كل من عايش في مقصوره
في دنيا الحلم خيالات بالعشق مجنحه ، وفي دنيا البؤس أحزان مريره امكومه ، بكومة قش ، ببصمة الزمن اللي بسحق لِعظام ممهوره
إنسانه ما إلها اعتراض على حكمة المولى ، نصيبها تبقى فقيره ، والحاجه رعنا ، وهي لا زعلانه من الفقر ، ولا هي منه مقهوره
اللهم لا اعتراض ، حكمتك يا رب ، بس كيف العمل مع الحياه ، هي الحياه حكمت عليها تبقى في براثنها مثل اللبوه في شبك صياد مأسوره؟؟
********************
عجوز هدها الزمن ، وما إلها حاجه من الزمن الا جُحُر ، مغاره ، ولاَّ غرفه مثل القبر ، معتمه بلا كهربا ، حيطانها مش مقصوره
عجوز هدها المرض ، وأخذ كل جمالها وحلاها ، أعطاها الشيب حله بيضا ، وشعرها الشايب ، بصمة زمن ، شبه الفضه المصهوره
أخذ اسنانها ، أخذ حيلها وقواها ، أخذ شبابها ، أخذ أحلامها ، حتى جسدها ، وصارت ضعيفه ، واهنه مثل الغبَرَه المعفوره
إن لامستها نسمه طيَّرَتها ، صارت في عمر لِخلند ، همها الظلام ، وتحفر في الأرض قبرها ، قديش في الدنيا قبور محفوره !!
شافت في عمرها الذليل الويل ، مات جملها ، سندها ، حبيب قلبها ، اللي بقى يحضنها في قلبه الكبير ، ويبروزها في أحلامه صوره
رَبَّت اولادها ..تكبروا ، ومثل العصافير من الدحو طيّروا ، وخلوها جوّه الضيق والضنك ، جوّه قمقم الجرح الأخضر مأسوره
عجوز قال فيها القايل ، صارت عوّايه في أرذل العمر ، ها لعمر اللي امتد عَ طول وعرض الزمن ، وبدل التراب خلاّها بالوحده مقبوره
*******************
عجوز هدّها الزمن وتنكرت إلها الأيام ، عجوز حاربها الدهر ورماها بالهوان ، جوّه الوحده والغربه ، وكل الأحزان مطموره
قلبها يسامح ولاَّ يغضب ، يفرح ولاَّ يحزن ، ايدوخ ولاّ ينتشي ، كل ما سمعت فرحه ، تشع بنورها في أرجاء المعموره
أكيد بتسامح وبتفرح وبتنتشي ، لأنه اللي ذاق الألم والعذاب ، برحم الناس اللي للأحزان والأفراح ، والليالي لِملاح مقدوره
منذوره تنذبح هَدي تحت رجلين سعادتهم ، وكأنها السعاده على ناس من دون ناس ، مقدَّرَه في تفاصيل حياتهم ، عليهم مقدوره
ما بدها ضوّ ولا كهربا ، ولا شمس ولا هوا ، هذي أحلام صعبه ، وطموحها أزعر مقطوش الذيل ، وأزغر من ها لأحلام اللي منها مبتوره
في غرفه بلا شبابيك ، وباب واطي تزحف لمّا تدخله ، تتشعر بظلم الناس ، أحلامها هذيك العجوز ، أحلام ذابله من رحيقها معصوره
تقرأ بلهجة أهل سنجل