أحمد أبو حليوة والبيت الأدبي
بقلم صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
كانت أول مرة ألج عتبة البيت الأدبي ، وأتعرف شخصيا الى الأستاذ أحمد أبو حليوة في تشرين الثاني سنة 2009 م ، حيث حضرت برفقة الأستاذ سعاده أبو عراق ، بعد مشاهدتنا لأمسية له في نادي أسرة القلم / الزرقاء ، قبل أن تصبح مدينة للثقافة الأردنية ، وبعد تلك الليلة عرفت طريقي اليه ، والى جبل الأميرة رحمة ، وحرصت في كل خميس من أول كل شهر أن أكون هناك ، في تلك المدرسة الراقية ، والجلسة البستانية ، حيث كل قطوف الثمار والفاكهة الأدبية متوفرة ، ولم أغب الا لضرورة ملحة ، أولظرف قاهر خارج عن أرادتي ، ولكنني أتابع ما حدث من موقع الزرقاء نيوز ، ومن ما ينشره ابراهيم أبو زينة ...!!!
فالوقت الذي نمضيه مع تلك الكوكبة الأدبية ، والنخبة المثقفة ، هو من أسعد وأمتع الأوقات ، سيما وتلتقي هناك كل تلك الجداول الأدبية المتنوعة ، صافية الماء عذبة المذاق ، وتصب في بركة واحدة ، فتختلط تلك الأخلاط المتنوعة ذات المذاقات الأدبية المختلفة ، فتكون لها نكهة الخليط ، الذي يتميز على الأشربة الأخرى ، بالطعم والفائدة ...!!!
أعتقد أن سبب نجاح البيت الأدبي وصموده الأسطوري ، واجتذابه الناس ، ينبع من شخصية أحمد أبو حليوة ، المسالمة المثقفة المتواضعة والبسيطة ، وعلاقاته المتوازية مع الناس ، واستيعابة لكل زواره ، وعدم خروجه عن طبعه ، فيجتذب الناس اليه ...!!!
في الدول هناك سفارات ، وعلاقات بين جذب ورخي بين السياسيين ، وعند خصامهم ، تتخاصم السفارات ويتقاطع السفراء ، ولا يجرؤون على الظهور معا ، فهناك شخصيات مستقلة تفتح بيوتها للجميع ، ويلتقي الكل بالكل دون حرج ، وبيت أحمد أبو حليوة هو كذلك ، الذي يجمع الرابطة بالأتحاد ، والفتحاوي بالحمساوي ، والمخابرات بالمعارضة ، بشكل متوازي ، تجمعهم راية الثقافة ، وعلاقاتهم الشخصية دون اعتقاداتهم الأخرى ...!!!
لو كان صاحب البيت رجلا غير أحمد أبو حليوة لما صمد البيت كل هذه السنين ، فمن رواده ممن يتناقضون مع شخصية أحمد ، ويتميزون بالقسوة والشدة والنقد الجارح جدا ، ولكن تلك سياسة ، فمن أراد أن يقرأ أمام الناس ، لم يعد رأيه ملك له ، فعليه الأحتمال ، ولكن القسوة أحيانا تسبب النفور ، ويذكرني ذلك بحكاية الملك الذي رأى حلما ، فأتى بالمعبرين ، فقالوا له كل نسلك يموتون في حياتك ، فيقطع رؤوسهم ، ثم أتى بواحد فقال له : أنت أطول أبناء اسرتك عمرا ، فسر به وكافئه ، علما أن ما قاله لا يختلف عما قالوه ...!!!
أعتقد أن أحمد أبو حليوه مثل ذلك المفسر الذي أوصل فكرته ورأيه الصحيح ، دون أن يؤذي مشاعر الآخرين ...!!!
في البيت الأدبي الشعر والنثر ، القصة والحكاية ، القصيدة العمودية والنثرية ، الأراء النقدية ، المختلفة ، والتراث وخراريف الطوابين ، والجلسة الدافئة ، وزواره من كافة المستويات ، من دون الهواة ، الى العباقرة ، ولا يمكن أن تجتمع هذه التوليفة الا في بيت أحمد أبو حليوة الأدبي ...!!!
هناك عشرات النوادي والمراكز الثقافية ، ولكن ليس هناك مثل أحمد أبو حليوة ،والذي أبارك له ولنا بالخول السابع ، وكل عام وهو ونحن بخير ، وأتمنى تكريمه ودعمه من الدولة ، لأنه يستحق ذلك بجدارة ..!!
رد خصيصا لشبكة أخبار الزرقاء المصورة :
تجربة البيت الأدبي لأحمد أبو حليوة من أنجح التجارب الثقافية المتعثرة على الأطلاق .
فكلنا يعرف أن الثقافة ليس لها بواكي ، وأنها مادة الفقر في هذا المجتمع المادي ، وأن مباراة لكرة القدم لأتفه فريقيين يشاهدها أكثر ممن يشاهدون أعظم مفكر عربي ..!!
ومع ذلك شق أحمد أبو حليوة طريقه الشائك رغم مطبات الثقافة واستطاع صناعة هوية خاصة ، تقوم بالدرجة الأولى على شخصيته المتوازية المحبوبة التي تجمع ولا تفرق ...!!
أتمنى لهذه التجربة الرائدة أن تستمر ، وأذكر أنني أحد رواد البيت الأدبي ، فقد أدمنته منذ قمت بزيارته لأول مرة .
فكل التحيات للعزيز المغامر أحمد أبو حليوة الذي اختار الطريق الصعب ، واستطاع أن يكون لديه مجموعة ، ولا زالت تجربته كما يقول المثل الشعبي : (كل ما طالت بتلم غمور) ...!!!