أحمد سعيد
بقلم صالح صلاح شبانة
رد على مقالة للأستاذ هشام عودة
الأستاذ هشام عوده الأعلامي الكبير، والذي يملأ أسمه الآفاق أتحفنا فعلا بهذا اللقاء الفريد مع رجل اعلامي فريد ، لو زالت أسماء كل الأعلاميين والزعماء من ذاكرتنا ما زال أسم ذلك الرجل أبدا ...!!!
أحمد سعيد كان أعلامي الأمة العربية ، وكانت صوت العرب عدوة للأنظمة العميلة حسب تعبير ذلك العصر، حتى من يُقبض عليه متلبسا، أو يوشى به أنه استمع لصوت العرب (غضب الله ينزل عليه وعلى أهل بلده) ...!!!
وكان عبد الناصر في تلك الحقبة الزعيم العربي الأوحد ، وكانت خطاباته مهرجانات وأعراس للأمة العربية المتعطشة للعزة ، بعد أن أصبحت ملطشة للأمم منذ ازالة الخلافة الأسلامية ، وما قبلها ، منذ استيلاء الطورانية ويهودي الدونمة كمال أتاتورك وقبله أحزاب الأنقسام على السلطان وعزله فعليا ...!!!!
قد أكون ممن أعجبوا باحمد سعيد والتجربة الناصرية التي انهارت فور تسلم السادات رئاسة مصر ، ونحن نترحم على شهامة ورجولة السادات بعد أن عشنا فترة حسني مبارك القبيحة وأدواره المشبوهة ، حتى أن كرسي الحكم الذي جلس عليه عبد الناصر ذات يوم ، وخلفه فيه حسني مبارك بحاجة الى غسل سبع مرات احداهن بالتراب لعله يطهر وينظف ...!!!!
أنا ولدت بعد شهرين من ولادة صوت العرب ، ولعل أفكاري وتطلعاتي في عهد عبد الناصر كانت فجة ولم تستوّ بعد ، ولكنني لا زلت أعيش فترة صوت العرب بحذافيرها ، ولا زال صوته يطرق أذني ، ولم يكن أحمد سعيد سببا للهزيمة ، ولكن النظام السياسي ، وأخطاء الزعيم الكبير ، وتوليه رجال ليسوا أكفاء ، فأسقطوا الوطن ، وأسقطوا الثورة وأسقطوا الزعيم ، والذي عاد على أكف وهتافات الجماهير ليكمل المشوار ، وابتدأ الزعيم يخطط للعودة وللتجذير ، وكان أن عين القائد العظيم سعد الدين الشاذلي في منصب قيادي متقدم ، وبدأ يعد لمعركة التحرير ...!!!
وكان أن مشيئة الله سبحانه وتعالى تقضي بوفاة الزعيم ، واستلام السادات الحكم ، وتبدلت غزلان مصر بقرود ، وحدث ما حدث ، فأراد معركة التحرير معركة تحريك ، وقد انتصر بالتحريك ، وأقصى عقل المعركة وزعيمها الحقيقي المرحوم الكبير سعد الدين الشاذلي ، الذي لن يُنسى ، ومرّت المؤامرة ...!!!
تاريخ طويل يقودنا اليه أحمد سعيد ، الأعلامي العروبي الذي جمع العرب على صوت العرب ، فمن يعرف ، أو يدري ، هل لا زالت صوت العرب أن ماتت في كباريهات شارع الهرم اغتيالا على أيدي أعداء العرب الآثمة وزبانيتهم الذين قتلوا كل جميل في مصر والأمة العربية؟؟؟!!!
الأستاذ الكبير الأعلامي هشام عودة ، أشكرك شكرا جزيلا على هذه المائدة الدسمة التي دعوتنا اليها ، فأشبعت نهمنا ، وأرويت ظمأنا وعرفتنا الى الرجل الأسطورة ، فكان حديثه حديث عظماء غلب العام فيه على الخاص ، وانتفت خصوصيته أمام مصر وعظمة زعيم مصر الخالد رحمه الله تعالى .