مأساة الشعب الفلسطيني هي قيادته
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
أكبر مأساة للشعب الفلسطيني بعد الاحتلال الغاشم هي قياداته وتنوع مشاربها وتعطشها للقيادة والزعامة واختلافها الجذري والعقائدي ،وتقديم مصالحها على مصالح الأمة ، اللهم من بعض الشعارات البراقة ، وهي مثل القمر تؤنس ولا تدفيء ، أو مثل السراب تخدع ولا يُنال منها شيئاً .
واكبر مأساة آن اليهود دوناً عن جميع المستعمرين الآخرين ، تقوم عقيدتهم في الوجود والحياة على وجود عدواً يجتمعون على عدائه ، لذلك هم يخافون من السلام ولا يستطيعون العيش إن كانوا ضمن دولة ، كما هو الحال في إسرائيل ، أو ضمن طوائف وجاليات في دول وأمم أُخرى ، ويقومون بزرع العداوات والضغائن والكراهية والبغضاء أينما حلوا ، والمصيبة أننا جميعاً نعرف هذه العقدة ، ولكننا ندفن رؤوسنا في الرمال ، ونزعم أننا في امن وأمان من وقوعنا في الخطأ والضلال
وجميع المحاور التي أوردتها في سياق كلامي محاور خطيرة جداً ، وصعبة وعدم إمكانية حلولها،إلا من خلال ترحيلها وتأجيلها وتسويفها وتوريثها من جيل إلى جيل لإضعافها وتمويتها ، و تعيث كالسرطان في أجسادنا خراباً حتى الموت الزؤام .
ولو أردنا تفاصيل هذه المحاور لوجدنا أننا بحاجة إلى حديث
منفصل ،وتفصيلي في كل محور ، وربما اتهمنا البعض بالخيانة ، لأن التخوين في الوطن العربي أسهل تهمة ، بل لا تحتاج إلى دليل ،بل تنتشر بسرعة البرق والذي هو أداة البث.
ألآن الشعب ألفلسطيني يُقتَلُ مقتلة عظيمة ، وهذه المجزرة جزء من كل ، فهي دائمة متكررة ، نثور ونصرخ ثم تنتهي العملية ، وبعد حين آخر تبدأ مجزرة أُخرى ، فننسى مصيبتنا ا لأولى ،ونبدأ نندب مصيبتنا ألأُخرى وهكذا دواليك!!!!!
ولو أردنا استشهاد أحد لكان التاريخ اكبر شاهد وهو الذي يعلق البعض أوسمة فخر على صدره ، ويلقي آخرين في مزابله !!
ولكن لابد من المكاشفة ، والوقوف أمام أنفسنا ،ونعترف أن مشكلة القيادة هي جذر ألمشكلة ، حيث انقسموا إلى فريقين في لعبة شد الحبل ، وأي الفريقين يسقط الفريق الآخر اولاً.
الفريق ألأول اسمه [فتح] والفريق ألثاني اسمه [حماس] .
فريق فتح متجذر بالسياسة ولديه شهوة للحكم تصل حتى الشبق ، خصوصاً انه تفرد بها طوال وجود وحياة المرحوم ياسر عرفات كرمز لنضال الشعب الفلسطيني ، قد يختلفون معه ، ولكن لم يختلفوا عليه !!
وفريق حماس الذي دخل على خط السياسة من الباب الخطأ ،وفي الزمن الخطأ، سيما والعالم يحد أسنانه على كل ما هو إسلامي ،فكيف بمن يعيش مع إسرائيل ويجاهرها العداء ، ويرفض وجودها ويهددها بحرب ضروس ، تقوم ماكينات الإعلام الغربية بالتطبيل والتزمير لها بلا هوادة؟؟
حماس لا تعترف ولا تريد الاعتراف بإسلو ومخرجاتها ،من السلطة وما يترتب عليها ، مع ذلك دخلت الانتخابات وحققت نصرا وشكلت الحكومة ،وصارت لدينا إشكالية’جديدة في الحكم ،هي حكومة الرأسين وهي غير موجودة عربياً إلا في لبنان وهي برأيي حالة فرضتها الطائفية في لبنان ،وظروف وجودها في لبنان غير موجودة في فلسطين.
ووقع الصراع المحذور وتبادلوا الاتهامات وتوجه السلاح الفلسطيني إلى الصدر الفلسطيني ، وسال الدم الفلسطيني الذي كان بالأمس خطوطاً حمراء لخطر الاقتراب ،فصارت حمراء لتلطخها بالدم الذي كان مصاناً فسفكناه !
وحتى يثبت الرئيس عروبته وأنه لا يتخلى عن تقاليد بني قومه قام بإقالة الحكومة ألمنتخبة وألغى حق الأمة بحكم نفسها ،فكيف نطالب العدو بتقرير مصيرها ؟!
وبرأيي الذي لا يساوي في ميزان الساسة قلامة اظفر اقترح على الشعب الفلسطيني والذي دمي من دمه ، أن يقوم فوراً ويخلع فتح وحماس ، وينهي مأساته بيديه .
أعتقد لو حدث ذلك ، لوضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح.