منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
اهلا بك عزيزي الزائر , يجب عليك التسجيـل لتتمكن من المشاركة معنا وتتمتع بجميع المزايا للتفاعل مع أسرة سنجل في جمع التراث الفلسطيني وتراث العرب وحكاياتهم الشعبية هذه الرسالة لن تظهر بعد أن تسجل او تقوم بتسجيل الدخول ان كنت مسجل مسبقا!
منتديات سنجل الباسلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تراثي فلسطيني
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم رواد  منتديات سنجل الباسلة نتمنى لكم أسعد الاوقات

 

 القصة رقم (31) : حارس المرمى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح صلاح شبانة
المدير العام
المدير العام
صالح صلاح شبانة


عدد المساهمات : 2459
تاريخ التسجيل : 21/05/2011
العمر : 70
الموقع : الأردن

القصة رقم (31) :  حارس المرمى  Empty
مُساهمةموضوع: القصة رقم (31) : حارس المرمى    القصة رقم (31) :  حارس المرمى  Emptyالخميس يونيو 09, 2011 8:24 pm

طريد الظل
مجموعة قصصية منشورة
للقاص والروائي
سعادة عوده ابو عراق

القصة رقم (31) :

حارس المرمى

شاكر يسري ، رجل كادح ، لا يعلم عنه الناس كثيرا ، لا يعني شيئا في ذهن الجيل الحاضر ، يبدو في الاسم رنين ، يوحي باسم شهيرٍ من أبطال الشاشة ، عذب في السمع ومألوف ، وبه جرس يحفز ذهنك كي تتذكر ، لكن لا يذكر هذا الاسم , إلا من بلغ الستين ، حين يعود إلى تذكار الأيام الغضة ، في عهد كانت فيه (الكورة ) تشعل في الروح المتعة،حين يُصفَّق من حول الملعب أو يُهتف :
_ شاكر ، شاكر ، خلك شاطر…
أو حين يصير الدوري اقرب للحسم :
_ شاكر يسري بدنا الدوري ..
ما كان الاستاد الواسع قد شيّد بعد ، كان التشجيع الصادق يعبق بالتصفيق ، يصل اللاعب شاكر دون عناء ، أو هم يصلون إليه، تحمله الأيدي مبتهجة بعد الشوط ، وتحييه بنثر الورد عليه ، وتوزّع حلوى، يغمره إعجاب الناس، يغدو بطلا من أبطال الإغريق، تنثال عليه هدايا من كل الناس ، ساعات ، كمرات ، أحذية وملابس ، أقمشة وعطور ، باقات وبطاقات سفر ، بوليصات ، بل سيارة مرسيدس أهدتها الشركة تشجيعا أو إعجابا .
أما اليوم ، لا يملك شاكر يسري غير الذكرى ، يمضي جلّ الوقت يتصفح البوماته ، كنـزا من صور ينثرها حينا بعد الآخر ، ويرتبها في نسق ، أو نمط ثان ، يجعلها حسب الأوضاع ؛ حين يصد التسديدات ، أو حين يكرّم بعد الفوز ، أو حين يشارك في منتخب الدولة ، أو يتقابل مع ساسة ، لكن قد يسأم هذا الترتيب ، فيعود إلى النهج التاريخي ، في المدرسة، فالنادي ، فالمنتخب الوطني، يستمتع وقتا ، ثم يعود يرتبها حسب أهميتها ، دوما يسعفه الذهن بإسلوب آخر ، يتفنن بالترتيب ، يمضي وقتا غير يسير، تغتاظ الزوجة حين ترى خزانتها ممتلئة ؛ أوسمة وكؤوسا ومداليات ، يفخر وهو يشاهدها ، لكن الزوجة لا تدري كيف تصفُّ التحف ، وفناجين القهوة ، اذ يصرُّ على أن يبقى محتكرا للفترينة .
لا يختلف اثنان من سوّاقي حي المنطار ، أن السائق شاكر من اكسل خلق الله ، لا يأتي للخط إلا بعد مرور الساعات الدسمة , بعد وصول الناس إلى وظائفهم ، يوقف سيارته منتظرا ، لا يعبأ فيمن يسأله عن هذا التأخير ، ويقول مستور، يكفيه بنزين السيارة والمصروف ، لا يطمح للأكثر ، حين يحصلّها يوقف سيارته ، ويعود إلى أشيائه .
ولشاكر ثرثرة تتميز بنكهتها ، بل صارت جزءًا من تكوين نفسي يُعرف به ، يتكلم عن تاريخه ، يذكر معتزا إذ صنف يوما أفضلَ حارس مرمى ، بل افضلَ لاعب ، لا يتوانى إن آنس أذنا صاغيةً أن يخرج صورا ، ويريها للركاب ، يبحر في قصص لا تنضب ، وحكايات اعجب بل اغرب ، حين يقص معجزة كروية، إذ امسك يوما كرة القدم محصورة في الزاوية اليمنى العلوية ، واختلف الحكّام بها ، سألوا اللجنة الأولمبية ، وجاء الرد على الفور ، لا تحسب ، يتحدث أيضا عن كرة امسكها فانفجرت بين الكفين ، يتكلم عن ذاك اللاعب ،حين صوَّبَ فانفلت الحذاء ، فطار مع الكرة ، فالتقطها، والتقط ( البوط ) معا . وحكايات أخرى اقرب للتهريج ، حتى صارت معروفة ، تتكرر باستمرار ، فيداعبه البعض ( إن أردت أن تفرح العجوز ، ذكرها بليلة عرسها ) يتوتر غضبا ، يتوقف ، وهو يصيح ؛
_ أنا عجوز يا ابن العجوز ؟!! انزل ، هيا انزل ، وهاك الفلوس ..!!
ويُغاظ اكثر حين ينادى بأبي السعيد ، لا يرغب بالكنية هذه ، وسعيد هذا الابن البكر ، بلغ العشرين أو اكثر ، وابنته الأصغر ، زوَّجها من سنتين ، اصبح جدا ، ينكر ذلك ، لا يرغب باسم يوحي بالعمر المتقدم ، بل ما يرجعه إلى الماضي ، شاكر يسري، اسم، يُتَغنى به ، عذب ، وله جرس أو إيحاء ، أسم فني متخير، مكتوب خلف السيارة وعلى الباب ، يُقسم دون أن يُسأل عن ذلك، أن الاسمَ حقيقي ، ضمن كثير مما اختُصَّ به ، طلبت منه مؤسسة أن تضع الاسم على قمصان تنتجها ، وافق فورا ، لم يطلب أي مقابل ، لكن حين أرادت أن تطبع ثانية ، طلب الآلاف ، رفضت ، كابر ، فلم تقبل .
سيارته المرسيدس كم هي أثيرة ! اثمن ما اهدي إليه أيام العز وإبّان الشهرة , كانت فخمة ، يحسده الناس عليها ، لكن ما اكثر ما تخرب هذي الأيام ، هرمت او أهرمها من عشرين سنة او اكثر، أنهكها بدءًا بالرحلات ، وما زال اليوم يتابع هذا الاستنزاف على خط المنطار ، إذ حوّلها من زمن سيارةً للأجرة ، فمفارقةٌ جد طريفة أن يعمل حارس مرمى سائق أجرة ، لا يعمل في التدريب أو في الإشراف ، حكما ، أو شيئا من هذا ، يذكر إذ عاد بعد سنة ، بعد إجازته المرضية ، ليرى كم صار بعيدا عن مجتمع يتغير باستمرار، كم فقد مهارته ولياقته ، كم صارت عودته للملعب صعبة ، كم بهتت سمعته وخبت ، كم هي مريرة هذه المنافسة القذرة ، كان عليه أن يتدرب على لعبة الكراسي الموسيقية، فها هم يتذرعون بالتافه لإبعاده ، ذكّرهم بمكانته ، وتسوّل بالروح الرياضية ، وبما أدى من خدمات ، ابتسموا ووعدوه ، تابع سعيه في كل نادٍ ، فلم يعط ما لم يُعطَ من ناديه الأول ، فمضى لوزارة الرياضة والشباب ، طلبوا شهادة علمية ، فتذكر أن الرياضة اختطفته قبل أن يكمل الثانوية ، طال به الوقوف أمام الدوائر والمراكز والنوادي ، ذكرهم بما خطته الصحف عنه بالقلم العريض ، صرف المال المتوفر عنده ، فاقترح عليه قريب أن يجعل من سيارته المرسيدس سيارة أجرة ، عز عليه ، لكن لا يوجد حل آخر ، غـيّر ـ على مضض ـ لون النمرة ، وسطر فوق الباب (سرفيس حي المنطار )
يوصف حينا بين السوّاقين _في منعطف الاسترخاء _ بالتشبيه المأثور بـ( بُرَّد حَلَب ) فشتاءً لا يلبس أبدا لا جاكيتا، لا كوفية ، بل تكفيه الكنـزة الصوفية ، يلبسها فوق قميص أو من دون قميص ، فهو حريص أن يُظهر حجم العضلات ، نافرة في الصدر وفي الأكتاف ، تبدو الرقبة ممتلئة ، ملفوف الساعد والعضدين ، أما في الصيف ، فقميص شفاف هفهاف ، مفتوح الأزرار حتى السرة ، يخدش أستار الحشمة عند الركاب ، فتثور الغيرة ، يهتف شخص لم يعجبه السخف البادي ، يحتج بقوة ؛
_ اخجل … هذا ما يلبسه الاولاد ، لا رجل بلغ الخمسين
يهزأ من هذا التعليق ، ويحرك عضلات الصدر استخفافا
_ من قلة ما يصح لك..!
هذه السوقية ، تتعايش مع نفس تعبق كرما حد التبذير ، في ساعات الراحة قبل الظهر ، يقصد دكان الشوّاء سليم ، يجلس حيث سليم يشوي ويناول شاكر ، يأكل ، يستمتع ، لا يأبه للدفع ، قد يدفع عن غيره ، ويكون سعيدا ، حتى لو كان استغلالا مقصودا.
ما اكثر ما عانت زوجته من هذا التبذير ، جهدت أن تضبط هذا الإنفاق ، لا تعرف ما يكسب فوق العادة ، أو من غير المتوقع ، كي يصبح توفيرا للحاجة ، لكن شاكر ، ما أن يحظى ببعض الطلبات الأخرى ، حتى يذهب في رحلة ، يشوي لحما وبطاطا حلوة أو كستنا ، يبذخ بالموز وبالإجّاص ، في اليوم التالي ، حين اضطر إلى تبديل إطار السيارة ،لم يجد المال الكافي ، فاستدان ، وراح يسدد فيما بعد، والأسرة عاشت أسبوعين دون طبيخ ، لكن لا يتعلم ، إذ حين يتوفر في يده شيء يكفي للرحلة ثانيةً ، يذهب دون تردد.
اغرب ما في الأمر أن يمضي في هذه المهنة عشرين سنة ، وإن كان ككل السواقين ، يتذمر ، يلعن ، لكن ما حاول يوما أن يخرج عن هذا الكار ، بعض الناس يقول ؛ أي حكيم ذاك الشخص ، حين أشار عليه بهذي المهنة ، لا بد وأن غاص كثيرا في نفسه ، عرف التكوين لها ، ورأى أي الأشياء تلائمه، ها هو بعد أسبوع يتأقلم ، ويجيد القول الساقط والمقذع ، وسباب السوقة ، والشتم من الشباك ، والضحك الفارغ والاستهزاء ، والثرثرة المجانية والسخف، لا يملك شخص أن يحمله على فكرة ، فهو يؤكد دوما أن لا شيء مهم، لا يسمع أخبار الساعة ، لا يقرأ ، لا يتذوق شعرا أو قصة ، يتباهى ويفلسف ذلك ( شو راح نستفيد ) لكن _ والشاهد كل الناس _ يعشق أسرار الأشخاص ، يأخذها ويمنتجها ويسوِّقها بمهارة، كخبير في كل شؤون الناس ، يعطي نصائحه مجانا كالحكماء ، لا يبغي غير الإصلاح ، بل اغرب من ذلك أن لا يعبأ بأخبار الرياضة _ فهي كما يذكر _ أدنى من أن يشغل فيها ذهنه ، انحطت من زمن ، لا يملك قولا غيرالشتيمة بـ (ابن الـ….) او ( اخو الـ…) يقيِّم بها كل اللاعبين ، عربا وأجانب، ما عاد يرى من هو جدير بالاهتمام، ما كان موقفة هذا دوما ، فمن عاصره يعرف كم كان متـزن التقييم
كل من يعرفه في المهنة أو في الأسرة يدرك كم تتغير نفسيته نحو الأسوأ ، ويعاني قلقا بشعا وسلوكا نزقا ، قال له احدٌ يمزح ودّا( يا ابو كرش …) فظل شهرا يتأمل نفسه ، كمن أصيب بمرض السرطان ، راح يركض يوميا ويتمرن كل صباح، أما حين تحمس أحد الركاب لحراس مرمى ، ثارت فيه الغيرة ، هاجمه ، سخّف رأيه ، شعر كمن أهين بلا سبب، صار يلبس البيريه مرة ، ومرة قبعة الفرسان ، يسوق السيارة بالبدلة الرياضية ، صار مولعا بإثارة الكلام من حوله ،لا يهتم بما يتحدث الناس عنه ،بل بلغ الأمر به حد الهوس ، حين أيقن أن الناس يتحدثون بلا ملل عنه في مجالسهم ، قال وقد مر بأثنين (اكملوا.. أنا رياضي ، أتقبل النقد بروح رياضية ) فلم يعتبروا القول مزاحا ، فشخصيته كما يعلمون تذبل باطراد، فما عاد مرحا كالأول ، ولا بالحيوية المعتادة ، ربما افرغ كل حكاياته ، أو ما عادت قدرته الذهنية تسعفه كي يبتكر الحكايات ، أو ما عاد كالأول مقبولا بين الناس كما يأمل .
كان خلف المقود يتسلى بالمذياع ، يتسمّع منتظرا آخر راكب، يصغي في غير المعتاد ، يبدو برنامج رياضة ، أو حفلا للتكريم ، يسمع أسماءً يتذكرها ، يعرفها ، عبد الله الذيب ، فايز برهم ، عيسى جادو ، كان عيسى حارس مرمى ، والذيب كبتن فريق الأسد ، لا يذكر فايز بوضوح ، ربما كان جناحا لفريق الشعلة ، أو اصبح في الأعلام ، هذا ليس مهما ، فلماذا يحظون بالتكريم ؟ كيف يُسقط اسمه من بين الرواد في تاريخ الألعاب ؟ ولماذا يحرم دون سواه من الأوائل والمتقاعدين ولا يكرم ؟ انه شاكر يسري !! شيء مؤلم فوق احتمال النفس، يدق المقود بعنف ، ينتفض ، لا يشعر إن كان قد داس على دوّاسة البنزين ، فالسيارة تهدر فجأة ، تقفز ، تسقط في حفرة ، يرتج الركاب ولا يهتم بهم ، يفتح باب السيارة ، يخرج ، يركض ، يصرخ كالمجنون :
_ شاكر يسري ……
_ أنا شـــــاكر يســــــري ….....
للإستزادة من نصوص الأستاذ سعادة ، يرجى زيارة قرنته في منتديات سنجل الباسلة
وعلى الرابط التالي :
https://turathmo5ayam.yoo7.com/t1969-topic




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://turathmo5ayam.yoo7.com
 
القصة رقم (31) : حارس المرمى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 68- حارس أمين
»  القصة رقم (15) : ابن عم خالي
» القصة رقم (29) : اللبــــؤة
» القصة رقم (16) : الوشــم
»  القصة رقم (30) : الأعـــور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سنجل الباسلة :: 
القرنـــــــة
 :: قرنة سعادة أبو عراق
-
انتقل الى: