ساق الله عَ أيام زمان
صورة تراثية من عُمق الماضي
بقلم : الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
المفتول والمجدره وفتة العدس ، من أرضنا نبتت وبأيدينا إنصنعت ،
ومنها اتربى لحمنا لحم إكتافنا ودبّت فينا القوه
وعّ ها لأساس هي منا وإحنا منها ، غصب عن كل الطبخات لِمّجَقمَه ،
اللي بحشوا أساميها في دماغنا غصب وعَنّوه
بقى واحدنا ينطح الحيط ، ويزلزل الأرض تحت دَبّة رجليه ،
ها لأرض بتشهد قديش بقى عِنّا امروَّه
بقى سيدي لمّا أيروح من الأرض خاير من الجوع ، إتلاقيه ستي ..
في باطية عدس تكبكب عن ذيالها عشّوه
وحفنتين ثلاثه رصيع بالفلفل الحرّاق، و كم راس من البصل فحل ،
ونلتف حوالين الباطيه ....وبقت أيام حلوه
واصفق ولا تصفق ، تتلمس الباطيه وما فيها ، وحراج عَ حدا يحزر
قبل شويه شو بقى فيها ،.. قبل الخلوه
وِلاَّ مجدرة بُرغل يبقى البصل المقلي بزيت الزيتون عَ وجهها شبر ،
ريحتها غِيَّه من حلاتها ، بتنقط النفس عليها شهوه
وبعد الأكله تشرب جرة ميه ، وِلاَّ زير عَ أثرها الطيب ،
وياما محلا الميه منحوضه من بير النجاصه منحوضه بالركوه
وإذا بدك تمزمز وعندك ديك عُرّفه لِحّمَر شبر، تخليه يقنبز عَ قور مفتول
تبقى متجوّع له من الصبح ...... سروه
وإذا بالصدفه خِلِصْ العدس وِلاَّ البُرغل ولاَّ الجريشه ولآَّ زيت الزيتون ،
عماد المونه من الدار ، أساسيات منك وجُوّه
يصيبك حرق في القلب وحزن وأسى، وتحس بالفقر والعازه ،
ويا ترى على مين تميل ؟؟ ومين إلك عزوه ؟
**** ****** *********** ***** ****
بقت المونه عند الفقير تخلص ، بس بقى في الربيع خيرات من الأرض،
تنبتها ، فيها أصناف ، إلها النفس تهوى
يطلع العلك واللوف ، والقرّصَعَنه والعكوب والقوص ، والذّبَح والخس
والمُرّار بعد ما الأرض بالمطر تروى
وان غلّت الأرض وربَّعَت الغنم ، وصار الحليب بسم الله مشا الله ،
معبي للغنم وللبقر ‘درارها من الله عطوه
تفَلِّت امياتنا وستاتنا لِوّلاد عَ الغنم والبقر يمصوا مع السخول ولِعجول ،
تيروا حليب ،تلاقي عَ ثمامهم تطلع الرغوه
لابقت حُمى صفرا ولا مالطيه ، ولا جنون بقر ولا حدا بعرف هالِمّراض ،
بقى علف حلالنا من وطاتنا ، لا مستورد ولا شرّوه
الحمد لله الصحه عال العال !!بقينا ببساطتنا وسبحانيتنا أصحاء ،
قاطعين رزقة السبيطار والفرمشيه، وفي عين الحاسد حصوه !
الجرح بتداوى بالطيون ، والكسر بالبيض والصابون ،والخلع بنرده لمطرحه ،
والسن عند الحلاّق ، لا بده نقر ولا حشوه !!
والدايه بقت أُبقراط الطب والدوا ، تلاقيها عَ لِحمار دايره عَ كل القرى،
وابنها مدلل و حسه عالي وصاحب سطوه !!
مسموح له يجعص عَ الناس ، كل ولادهم توليد امه ، آخاهم ،
وصاروا كلهم إخوته ، وبمقام امه كل النسوه
قديش من أبياتنا انولدوا في الحواكير والكروم ، وامياتهم يُحصدن ،
ولاَّ يورّقِنْ الدوالي وابدانهن من الحر تتشوّى
ولاَّ يجولن الزيتون ، ويلمِّن قنابة الشجر ، وتحمل واحدتهن عَ راسها
حملة الحطب بعد ما تعيا من التحطيب ، ومن التعب تذوى
ترمي حملتين وثلاثه في اليوم ، تمشي مسافه عَ رجليها ،
يعجز عن مشيها ورا صيدته الذيب ، شديد الخطوه
من معكرونة السبجادي يا ترى ولاَّ من الهَمّ بور غر ولاَّ من السجُق ،
ولاَّ من المرتديلا ، إللي أبصر على أيش بتحوى؟؟
ولاَّ الهَتّ دوج تبع الكلب السخن ، ولاَّ من ها لمستوردات ،
اللي ما إلها طعم ولا هويه بتعافها البسه والجروه
عشرين صنف قدامك ، ومقبلات تنقور منهن مثل العصفور الدايخ ،
وتشرب مُهَضمات بدال الميه ، طراوتها مغلفه بقسوه
وتبقى مثل حبل الذبان ماشي تترطرط ، حيلك مهدود ... وعينيك !!!
مشرّقات مغرّبات ، وصحتك مهريه ، مقضيها عَ السيكاره والقهوه
**** ***** ****** ***** ****
بقى أكل أيام زمان يرُم العظم ، ويشد الحيل ويقوي الباس
ويخليك تناطح الثور ، بمعده تطحن لحجار ، ما فيها بلوه
ساق الله عَ أيام سيدي وستي ،والدنيا عَ زغرها بقت جنة عدن ،
فيها النعمه والخير ، بتستاهل نحياها وبتسوى
فيها الكرم والجود والمحبه الطالعه من جوّه القلب ،
ومعاني للأخوهّ والجيره ، راحت من الزمن عَ سهوه
سقا الله عَ ستي وسيدي وأرضنا الخضرا اللي صارت مَحِل ويباب
بعد ما بقت جنة الدنيا اللي بنحبها وإلها بنهوى
كلنا جيل خاسر ، جيل خاير ، جيل ضايع ، لا منتمي .....
ولا عنده هويه ، ولا عنده أحلام تستاهل وتسوى
تقرأ بلهجة أهل سنجل