البيت والحياه أيام زمان
صورة شعبية تراثية محكية
بقلم ووجدان : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
قديش ها البيت العتيق فيه فن وجمال ، وفيه عِشِق وريحة التاريخ العابقه بين جنباته تشذي الأنفاس
وقدّيش ها لعِبْق الشاذي برجعلك شبابك ، كل ما حسيت حالك ختيرت ، هرم البدن ورخرخ عندك الباس
بس لو وقفت قدام مراة نفسك ، واسترجعت أيامك وأحلامك ، وشديت قامتك ، وتحركت مكامن الإحساس
وسرحت في اللي مضى ، في اللي بقى وكان ، وجوّاك مخزن ذكريات ، كل ما نحضت منه أعطاك إخلاص
شوف دار سيدك العتيقه ، واستحضر من ورا الغيب ستك ، واقعد انت واياها عَ المصطبه واطرد الوسواس
ها لبيت العتيق اللي انت شايفه قدّامك ، حيطانه بتئن من الكبر وبتتوجع ، من زمان ما انمدت إلو إيد حدا من الناس
من زمان ما لقي إيد اتطينه ، اترَجِّع حجر وقع منه ، تفتح بابه للشمس والهوا ، لنسمة نسيم ميّاس
مثل قدود الصبايا ، اللي بقت ضامره مثل الخيل الأصيله ، مفطوره عَ العمل والشغل ، حياتها أفراح وأعراس
للأرض المزروعه محبه ، تلاقي ها لصبيه اللي مثل الورده الجوريه شامخه مثل الضابط ، وجرّتها عَ الراس
وتلاقي ايديها في باطية العجين ، تشتغل بهمه قويه ، بعزم أصلب من الحديد ، غاليه مثل الذهب والروباص
تلاقي دارها مثل الفله ، لقدور والدسوت والبواطي والزيار ، لِمّساويه من الفخار ومصنوعه من النحاس
صبايا زمان يا ستي قبل ما يصيرن عرايس ومجوّزات ، بقن في دور إبْوِّتهن مربيات ومبنيّات عَ الأساس
عمر ما واحدتهن قالت آآخ ، ولا سمعت منها شكوى ، بقن في دور إبْوِّتهن عَ خدمة البيت مربيات ، وللعيله حُرّاس
تلاقي شغل الدار عَ قبتها وزيقها ، تصحى مع مكيكسة الديك ، إيدها عَ إيد أمها ، تعجن وتخبز رغفان ودعابيب واقراص
ويحلبن البقر والغنم ويعلفن الجاج ، ويحضرن زوادة الشغيله ، ويملين الميه ويحطبِّن الحطب ، ويلقطن البقل والقلقاس
وتبقى في بطنها ولد ، وعَ حضنها ولد ، فريره مثل النحل أيام الربيع ، ، هيذ بقت الحياه عَ كل الناس
ها لبيت انولد فيه أبوك ، وانت ، ومين يعلم لو ظل الحال هو الحال ، وظلت الأرض رزقتنا ، نوكل من العود والمِسّاس
بقى البيت مسكن الشتويه ، وأيام الصيف في العِزِب ، هناك أفضى شمس وهوا ، وتعليله عَ عنتر عبس وجساس
حياة البر مليحه ، بس البيت بقى ضروره ، لاحدا بقربك ولا حدا بسرقك وحوشك مسكر عليك ، مفصَّل عليك عَ المقاس
الطابون في الحوش ، والزريبه والخم منام للدواب ، ومخزن للحطب ، والميه في الزيار عز ونوماس
الفلاح مِنّا بقى يعيش مع حلاله ودوابه ، يحط ماله منه وجوّه ، وهيذ لا بنسرق ولا بتنبحه كلاب ، ولا بتمّويه لِبساس
وتحلا القعده في الحوش مع طلعة القمر، عَ الخرافيه ودلة القهوه اللي عملها سيدك المغربيّات ، تسوى الذهب والماس
وكل واحد بعرف منامته ، حياتنا بقت من الورشه للفرشه ، وقد الشغل نسري بدري ، عَ المنجل ولاَّ عَ الفاس
أبداننا فيها العافيه ، وعيوننا مش غافيه ، عَ الأرض والشغل ... والحياه بقت عمل ، والعمل بقى قدس الأقداس
بيوتنا مليانه غلّه ، وأرضنا بقت ماخذه حقها مِنّا ، ومعطيتنا حقنا منها ، وها لبيت مثل بيت النمل الكل حَوّاس
بقينا نكبر قبل زماننا ، ونظل نقاحط في الحياه ، والحركه بركه يا ستي ، وعمر الشغل ما قصّر عمر حدا ولا ناس
اللي بعّدِم وبِقَصِّر العمر لِقعاد والخمول ، ويخمِّج الواحد من النوم ، ويقيم البسمه عن الثم ، ويزرع الكشره ويظلّه عبّاس
بقت أجسامنا حديد ، وملحه في عين اللي سمع وما صلى عَ النبي ، يتجوّز الصبي لمّا ايخُط شاربه بالعاده والمقياس
يحط راسه في رزقته ، ويشِّب مليح ، ويتلاوح الصبي وأبوه ، فرق خمسطعشر سنه بينهم مثل الشتِل ولِغّراس
لا حزن بقى عِنّا ولا هَمّ ، ولا سراحه في بكره ، بكره عند الله سبحانه تبارك وتعالى ، وما نضرب أخماس بأسداس
بقينا متوكلين عَ رب العالمين ، إسعى يا عبدي وانا معاك ، نرمي الحَب ونتوكل عَ الرب ، لا سرقه ولا اختلاس
إلا لحظة فرح من التعب والشقا ، لحظة أمل مشرق مثل الشمس ، بقت حياه كلها للوطن مناسبات وأعراس