أيام زمان في رمضان
صورة تراثية شعبيةلرمضان المبارك
بقلم: الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بقى رمضان أيام زمان مدعى للفرح والمسره ، تنام فيه الهواجس وتختفي ،
والمؤمن مثل الدرويش يسيح
وتلاقي روح المؤمن في عالي السما محلقه ، وصار الإنسان أقرب للملاك ،
صافي النفس وهادي مستريح
رمضان أيام زمان شهر البساطه ، بتغلب فيه صفة العبادة على باقي الصفات ،
بعيد عن الثرثره والتجريح
ويظل اللسان رطب بالذكر ، وبتخف الدواوين الصباحية ، وبكرج القهوة ،
اللي ريحته مع الصبح بتفيح
وبوخذ لِفطور والسحور همهن ، وكيف يخلين ها لشهر الفضيل متميز ،
ويظل رمضان جوه القلب عباده وتسابيح
وبقت ستي تفرح بهلاله لمبارك ، ولمّا تسمع لِمسَّحِر اللي بقى يطق عَ ..
تنكة جبنه فاضيه تملي القلب تفاريح
وبقى للمضافه عز أيام رمضان ، ومرّات بيجي فقيه من برّات البلد ،
يعيش الشهرمعنا صيام وصلاة وذكر مليح
ويعطي دروس بعد كل صلاه ، بفقه السُنه وفي السيرة النبويه والحديث الشريف ،
ومن ها لذكر الطيب لِمليح
وبقى رمضان أشكال ومزايا ، بتغلب عليها الروحانيه وبتفتح قلوب الناس للأمل ،
بعيد عن قول وفعل القبيح
وبقى رمضان مناسبه للفرح ، لطرح الأنقاض ، لغسيل القلوب والمصالحه ،
رمضان بقى الجبل اللي ما هزته الريح
ويا محلى السفره تجمع كل الناس ، قرايب وجيران ، حبايب واخوان ،
يجتمعواعلى ما قسم الله واللي بليح
قديش ها لأكله النباتيه البسيطه إلها عَ القلب وقع ومعنى ، وقديش ستي....
بقت تحب الجماعه ولوجودها تستريح
وبقوا الناس يتهادوا ، حتى المثل قال إذا كثرت الألوان إعرف إنها من عند الجيران ،
إشي طبخ وإشي فرم وتشقيح
اللي طابخ فريكه يهدي صحن ، واللي طابخ برغل يهدي صحن ، واللي طابخ بحبوثه ...
ولاّ مفتول ولاّ دحابير وعدس صحيح
رغم انه ما عندي إشي ما عندك منه ، ولا عندك إشي ما عندي منه ،
كله من ها لخابيه والجرّه والجونه والشراميح
وقبل ما تطلع القطايف ، أكلة رمضان البهيه ، الناس عرفوا البحته والهيطليه ..
والقطين والزبيب فيه نطيح
وحبة تمر قبل لِفطور سُنّة نبينا إقتدائها شرف ، بتفوح من قلب المؤمن ،
بريح المسك زكيه جذابه بتفيح
بس اللي أحسن من الأكل والشرب ، والسهر واللعب ، ليالي المضافه ،
بعد الرجعه من صلاة التراويح
طِب ودوا للروح والجسد ، وعباده عظيمه تدفق في قلوب الناس ،
مثل فيض النور تداوي الجريح
وشاعر الربابه مرات يزور القريه يفطر مع الأجاويد ، وبعد الصلاه...
يتعلل معهم ويسمعهم سِيَّر ومديح
بقوا الناس عندهم إيمان فطري ، إن قاموا ولاّ ناموا ، إن أكلوا ولاّ جاعوا ....
صاغ ولاّ مجاريح
يذكروا الله وينبعث فيهم عزم وأمل ، ويطلع من قلوبهم خير مثل المطر ،
اللي في المزن تسوقها الريح
رمضان زمان بقى تجديد للعهد ، وتخفيف الذنوب والخطايا والتحليق ...
مع الملايكه بالذكر والتسبيح
بقيت أشوف لسان ستي يلهج بالذكر ، كل ما قالت الله وأسم الله ،
حلت البركه ، والرحمه علينا تطيح
قديش يا ترى الفرق بين إنسان اليوم وإنسان زمان ، قديش بقى هذاك ....
نقي ونظيف ، وقلبه صافي ووجهه سميح
بقى يسامح وقلبه ينسى كل اللي كان ومضى مع أزغر إعتذار ،
وبقى يشيش للزغروته ويطرب للمديح
بقى يسامح ويصفى مثل الحليب ... بس يا ترى ، ليش تغير ها لقد ؟!
وليش الفعل صار سيء وصار قبيح ؟!
هذي ضريبة العصر .... بقولها مؤمن ، ولو قلت ها لحكي قدام ستي ،
كان ولّعَت وصار إشي مش مليح
واحنا بنستقبل رمضان ، شهر المغفره والإيمان ، خلينا نستذكر ........
أيام زمان ، وجوّه ذاكرتها انسيح
وقبل ما يهل هلاله ، وعيوننا تدور في السما الواسعه ، مع هلته لمباركه...
ومن بين الغيم وطلة القمر والريح
ننسى الحقد ، وندوس شهوة النفس ، ونبطل نستغل بعض ، وما يبقى ....
صيامنا جوع مثل دموع التماسيح
الدنيا قديش تغيرت يا ستي ، وصار رمضان مثل أي شهر ، يمر مرور الكرام ،
ودنيا بتمرجحنا بالمراجيح
تقرأ بلهجة أهل سنجل