أيام المطر والسقعه
صورة شعبية تراثية محكية
بقلم ووجدان : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
لمّا اقعد وأصفن في الدنيا ، بعد ما اكبرت وشعري شاب ، وشفت من الدنيا ..،
العجب العُجاب ، الحامض والحلو واللثان
وارجع لأيام ستي ، وخراريفها وتراثها الغالي ، اللي انحمل جوّه القلب ،
حلم ، وجرى حكمه عَ اللسان
بلاقي الدنيا هيذ وهيذاك ، إشي بحَيّر ، ياما اتغيرت أشياء واتبدلت أشياء ،
وأشياء ظلت في القلب ، وأشياء طواها النسيان
بقى زمان لمّا الدنيا تشتي ، مش مثل اشتاها ها لِيّام ، اتبخ الها بخه ،
يا لله اتبل الوطاه بللان
لمّا اتبخ ها لبخّه ، مع زرقة الشمس ، بتروح طايره ومتبخّره ، ويا دار..،
ما فاتك شر ، وبتطير الرِّبَه من الأرض طيران
أيام زمان ، لمّا بقت الدنيا اتشد مطر ، تقعد ليالي وأيام ، وهي عَ سحبه ،
وقديش موسم وموسم حكى عنهن الزمان
عندك أيلول ، عز الصيف ها لأيام ، بقى طرفه مبلول ، وتمطر فيه الدنيا ،
ومرات تشقع المزاريب عن الحيطان
وتروي الأرض ، وما ايطل تشرين الثاني ، وكانون لِوَّل ، غير الربيع اذراع ،
وتدخل المربعينيه عَ الأرض إبآمان
وعندك كانون الثاني مطر وثلوج ، وقديش يا ستي بقت لِعيون تتفجر ،
وقديش يا ستي سالت الميه وديان
وقدّيش بقت الميه بقت إتبق من الأرض ، وقديش بقينا انلِم عشب وحشيش ،
من ورا الحرّاثين للغنمات ولِحّمار ولِحصان
وشباط اللي بقى يشبط ويخيط وريحة الصيف فيه ، بقى فيه ثلاث تيام ،
يستقرضهن من آذار أبو العطا والإحسان
وسبع تيام يا ستي عينك ما تشوف غير الميه والمطر والمزاريب ،
تتفيض الأرض ، ويتعبا كل بير وخزّان
وآذار اللي بقينا نقول عنه ، ساعه شمس وساعه امطار وساعه ايقاقي الشنار ،
وبحمض اللبن وبتطلع العنقا من الصوّان
وفيه سبع ثلجات كبار غير الزغار ، وتِألف عينك ثوب الأرض لِبيّض ،
عروس لابسه ثوب الصمده اتناغي الأشجان
ونيسان فيه شتوه ، غير عن كل الشتوات ، شتوة نيسان اللي بتحيي الإنسان ،
تتسجل بقلام العز عَ الموسم بكل الأحيان
ولمّا بقى المطر يتأخر شويه نصوم ثلاث تيام ، ونتوب لله من ذنوبنا ،
ونطلع ع َالخلا انشورب ونسأل الرحمن
يرحمنا برحمته .. ونحمل معنا ديك ونقول : شوربنه يا طقعه ،
يامّ البرد والسقعه ، إشتي يا دنيا وسيلي يا وديان
يا ديك يا بو عُرف أزرق ، ريتك في الميه تغرق ، ونغني عَ ام الشتا والرعود ،
اللي لقت الزرع طول القاعود اللي سرحان
يا ربي مطر مطر ، تنسقي حلق البقر ،ويتعبا كل بير وخزّان
يا ربي من شان ها لزغار ... ،
وبرحمة الله تبرق وترعد وتمطر من الله إحسان
وبنرجع مبلولين بالميه ، وربنا المعطي ، نوايانا بقت سليمه ، وقلوبنا نظيفه ،
وربنا يشفق علينا بفضل الإيمان
خير كثير يسقي الأرض ، ويعبي البير ويطلِع الزرع ، ويرحم تعبنا وشقانا ،
والمطر بقى موسم خير يسقي بفضل الله العطشان
حياتنا بقت امعلقه بالسما ، ومتوكلين عَ رب العالمين ، واللي قلبه مع الله ،
الله رحيم ، أسأله من فضله .. وهو المستعان
ربنا اللي سبقت رحمته سخطه ، ورضاه سبق غضبه ، كل ما انتلت صفحاتنا ،
بالذنوب بيّضها ، والذنوب طبيعة الإنسان
ربنا اللي ما برُد إيدك ، كل ما سألته أعطاك وجدد العهد معاك ، وفتح لك ... ،
مسالك ودروب بالأمل الريان
بقينا يا ستي عَ الفطره ، إن عطشنا شوربنا وحملنا حالنا صايمين مصليين .. ،
داعيين بالمطر والميه ، إلنا وللشجر وللحيوان
تروي أرضنا وتِغرق ديكنا وتسقي حلق بقرنا ، حياتنا بقت وحده ، مترابطين ،
مدوزته عَ القِدَّه والميزان
وبعد ما ماتت ستي ، وصارت السما شحيحه بالمطر ، وصارت غيومها عاقره ،
وصرنا انمد ايدينا ونشحد المونه بالهوان
عَ القمح الأمريكي ، واللحم البلجيكي ، عَ البقر المجنون والجاج المأفون ،
ونسينا الأرض اللي أعطتنا الكرامه وفيها بقينا نزدان
ساق الله عَ أيام كوانين ، والمستقرضات ، وشتوة نيسان ، والزمان اللي بقى ،
درة التاج ، وصار ماضي ونسيان
لو انمحت ها لأيام من كل كتب الدنيا ظلت في خيالاتي لأخر يوم في حياتي ،
حره طليقه أبيه ، ميجنا وعتابا وألحان
طاقة أمل أطل منها عَ لأمجاد ، عَ اللي ظل واللي بادر ، حتى لو خيال باهت ،
مثل قلم الرصاص عُرضه للمحايه والمسحان
ليظل وجه ستي يطل عليّ من أعلى مجد ، ابعبق وإحساس الأنسان ،
اللي زرعته فيّ ، ورجَّعَت أحلامي بعد فوات الأوان
تقرأ بلهجة أهل سنجل